قال أستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين الدكتور «خالد النمر»، إن هناك مفهومًا شائعًا وخاطئًا بأن ارتفاع الكولسترول في الدم، يسبب دوخة وصداعًا وحرارة في باطن القدمين.
وذكر النمر، عبر حسابه بموقع «تويتر»: «مفهوم شائع وخاطئ: ارتفاع الكولسترول في الدم يسبب دوخة وصداعًا وحرارة في باطن القدمين»، مضيفًا أن «الصحيح: غالبًا ليس له أعراض مباشِرة، لكنه قد يؤثر في تروية تلك الأعضاء بالدم مع طول الوقت».
وأكدت دراسة جديدة أن متابعة الكولسترول في الدم -وخاصةً الضار- قد تحد الإصابة بمشكلات القلب وبعض الأمراض الأخرى مع تقدم العمر.
ومن المعروف أن ارتفاع الكولسترول هو أحد عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب، لكن على الرغم من أن الكثير من المراكز الصحية حول العالم توصي بإجراء اختبارات منتظمة للكولسترول ابتداءً من سن العشرين، إلا أن الكثير منا لا يعطون الكولسترول أو أمراض القلب، الكثير من الاهتمام والتفكير المبكر.
الكولسترول الضار
ومؤخرًا نشرت مجلة لانسيت دراسة جديدة أضافت سببًا نموذجيًّا لعدم تأجيل فحص الكولسترول وعلاجه؛ حيث أكدت أن مستويات الكولسترول الضار المرتفعة في الدم ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك السكتة الدماغية.
وخلال الدراسة، جمع الباحثون بيانات من 38 دراسة أجريت في أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا، تضم نحو 400 ألف شخص غير مصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، أعمار ثلثهم أقل من 45 عامًا، وفي بداية كل دراسة تم قياس مستويات الكولسترول لدى المشاركين، وأجابوا أسئلة حول تاريخهم الطبي ونمط حياتهم والتركيبة السكانية، وخلال فترة متابعة تصل إلى 43 عامًا، أصيب ما يقرب من 55 ألفًا من المشاركين في الدراسة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.
وقد استخدم الباحثون تلك المعلومات لإيجاد صلات بين مستويات الكولسترول في الأساس ومشكلات القلب المتأخرة، ولإنشاء نموذج للتنبؤ بخطر الإصابة بمشكلات القلب بناءً على الجنس والعمر وعوامل الخطر الشائعة، بما في ذلك حالة التدخين وضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم، وتشخيص مرض السكري وأنظمة الدواء.
تأثير سلبي
وبناءً على هذا النموذج قدر الباحثون أن رجلًا أصغر من 45 عامًا لديه كولسترول HDL بين 145 و185 مليجرامًا/ديسيلتر (المستويات التي تقل عن 130 مليجرامًا/ديسيلتر تعتبر صحية) سيكون لديه على الأقل اثنان من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، وبنسبة 29% فرصة للإصابة بمشكلة في القلب قبل سن 75 عامًا، وفي الوقت نفسه فإن الرجل الذي يزيد عمره عن 60 عامًا، وله الخصائص نفسها تمامًا سيكون لديه احتمال بنسبة 21% للإصابة بمشكلة في القلب عند عمر 75 عامًا، بالنسبة إلى النساء كانت هاتان النسبتان 16 و12% على التوالي.
تفسيرات ونتائج
وبحسب الباحثين، فإن أحد التفسيرات هو أن البالغين الأصغر سنًّا الذين لديهم بالفعل نسبة عالية من الكولسترول في الدم؛ يمكن أن يتوقعوا أن يتراكم الضرر على مدى فترة زمنية أطول، في حين أن البالغين الأكبر سنًّا قد طوروا المشكلة في وقت لاحق، وكان لديهم وقت أقل لذلك التقدم للوصول إلى المستويات الحرجة، ومن الممكن أيضًا أن يكون كبار السن الذين استوفوا المعايير الأولية للدراسة لعدم إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية في صحة أفضل من أقرانهم بوجه عام.
وفي حين أن أي تقدير للنمذجة يترك مجالًا للخطأ، تؤكد الدراسة أهمية خفض الكولسترول المرتفع في وقت مبكر، ومن الناحية المثالية منعه في المقام الأول. ويقدر باحثو الدراسة أن رجلًا أصغر من 45 عامًا يقلل من مستويات الكولسترول غير عالي الكثافة، يمكن أن يخفض فرصته في الإصابة بمشكلات قلبية متأخرة من 29 إلى 6%، في حين أن احتمال إصابة المرأة الشابة قد ينخفض من 16 إلى 4%.
ويمكن للأطباء أن يصفوا الأدوية لخفض الكولسترول في الدم، لكن يمكن أن تُحدث خيارات نمط الحياة فرقًا كبيرًا أيضًا؛ فالنظام الغذائي هو من أهم التدخلات في هذا الخصوص، وهناك بعض النقاش حول ما إذا كانت الأطعمة التي تحتوي على الكولسترول الغذائي مثل البيض، ترفع بالفعل نسبة الكولسترول في الدم.
وبحسب الخبراء، لم تعد الإرشادات الغذائية في الولايات المتحدة الأمريكية -على سبيل المثال- تحدد سقف الكولسترول بصراحة، لكنها لا تزال توصي بالحد من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكولسترول، مثل اللحوم الدهنية ومنتجات الألبان الغنية بالدهون، لأسباب صحية متنوعة.
وبدلًا من ذلك، يجب أن يأكل الناس الكثير من المنتجات والحبوب الكاملة والدهون الصحية، مثل الموجودة في الأسماك والأفوكادو، كما يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة بانتظام مع تخفيف التوتر، والحصول على كثير من النوم وتجنب التدخين، وبالطبع الحفاظ على فحص الكولسترول في الدم دوريًّا.
اقرأ أيضًا: