مع تزايد المخاوف من فيروس كورونا الجديد، يتسابق المستهلكون في بعض الدول لتخزين منتجات التنظيف والمطهرات وأدوات تعقيم اليدين، ولكن هل يمكن لهذه المنتجات أن تفعل شيئًا لمنع انتشار هذا الفيروس؟
حسب العلماء وخبراء الأمراض المعدية، فإن منتجات التنظيف القياسية التي ستقتل الفيروسات الأخرى ستكون جيدة ضد فيروس كورونا المستجد، ومع ذلك يؤكد هؤلاء أنه نظرًا لأن الفيروس جديد، فإنه ليس لدينا كثير من البيانات عنه، ومن ثم فإن التحذير المهم، يتمثل في ضرورة استخدام هذه المنتجات بشكل صحيح.
والحقيقة أن العديد من منتجات التنظيف تعلن عن قدرتها على قتل جميع البكتيريا والفيروسات التي تسبب المرض، ولكن ما هو أقل بروزًا في الملصقات هو التوجيه لاستخدام ما يكفي من المنتج لتبليل السطح لمدة تصل إلى عدة دقائق، ثم السماح للمنطقة بالجفاف، ما يعني أن هذه المنتجات تعمل عن طريق التواجد على السطح لفترة حتى جفافها عبر الهواء، دون استخدام المناشف للتجفيف، بينما تفترض بعض الأبحاث أن استخدام نفس المنشفة على أسطح متعددة قد ينشر الجراثيم وليس العكس.
وبينما ثبت أن العديد من المنظفات المنزلية تعمل ضد بعض الفيروسات المعروفة، مثل السلالات المتعددة التي تسبب نزلات البرد، إلا أنه لم يتم اختبارها أبدًا حتى الآن ضد هذا الفيروس الجديد أو سلالته المختلفة، وفقًا لوكالة حماية البيئة الأمريكية، ورغم ذلك يمكن للشركات أن تقول -بشكل غير مباشر- إن منتجها قد يكون فعّالًا ضد ما يسمى بفيروس كورونا البشري، حتى وإن كانت نتائج ذلك لم تتأكد بعد، حيث أشارت بعض الدراسات أيضًا إلى أن حلول التنظيف يمكن أن تساعد في الوقاية من الأمراض، كما وجدت إحدى الدراسات التي نشرت عام 2010، أن كلًّا من؛ الكلور وخل الشعير يمكن أن يقتل فيروسات الأنفلونزا التي تتواجد على الأسطح.
وفي حين أن العديد من وسائل الإعلام قد وجهت الأفراد إلى مسح الأسطح، فإن الخبراء يشيرون إلى أن أقوى الأدلة حتى الآن تؤكد أن فيروس كورونا المستجد ينتشر بشكل أساسي عبر قطرات الجهاز التنفسي، بمعنى آخر من خلال سعال وعطاس الأفراد المصابين، وهناك أدلة على أن الفيروسات التاجية هذه يمكن أن تعيش على الأسطح غير الحية لمدة تصل إلى تسعة أيام، ولكن لم يتضح أو يتأكد بعد مدى احتمال إصابة البشر بالعدوى عن طريق لمس هذه الأسطح.
وحسب الخبراء، فإننا نحتاج للوقاية بشكل عامّ فقط للقضاء على الأشياء عندما نعتقد أنها قد تكون ملوثة، مع الاهتمام بالنظافة الشخصية وبالتنظيف الروتيني المعتاد للمنزل، والاستثناء بالطبع هو إذا تم تشخيص شخص ما في المنزل أو الاشتباه في إصابته بالفيروس، وفي هذه الحالة يجب التعامل بشكل دقيق مع تطهير الحمام، ومسح الأسطح التي يلمسها بشكل متكرر، وكما تؤكد كل المراكز والمؤسسات الصحية، فإن غسل يديك بانتظام هو أيضًا وسيلة بسيطة للوقاية، ولكنها فعّالة لتقليل احتمالات الإصابة بالمرض، وغسل اليدين هنا يعني غسل يديك المبللة بالصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، ثم غسلها بالماء الجاري، وإذا لم تكن المياه متوفرة يوصى باستخدام معقم لليدين مصنوع من الكحول بنسبة 60 في المئة على الأقل، ولكن هذه المحاليل -برغم ذلك- لا تقتل جميع الجراثيم، ومن ثم فلا عوض عن الماء الجاري والصابون.