تداولت وسائل الإعلام الأمريكية مؤخرًا أن ما يصل إلى 450 شخصًا هناك أصيبوا بأمراض خطيرة، كما تُوفي أربعة أشخاص على الأقل بعد استخدام السجائر الإلكترونية، وعلى الرغم من أن كلًّا من مركز السيطرة على الأمراض وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية لم يعثرا على جهاز أو منتج أو مادة مرتبطة بجميع الحالات، إلا أن تقريرًا نُشِرَ مؤخرًا في مجلة نيوإنجلند الطبية وأكده مركز السيطرة على الأمراض ومسؤولي الصحة العامة هناك، أشار إلى أن العديد من هؤلاء المرضى استخدموا السجائر الإلكترونية بمركب محدد يحتوي الماريجوانا، إما بدلًا من النيكوتين أو بالإضافة إليه، مما يثير مخاوف بشأن طريقة شائعة بشكل متزايد في استهلاك الماريجوانا بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي يرى العديد من المستهلكين هناك أنها عادة آمنة نسبيًّا!.
التقرير الأخير يهدد بتحطيم تصورات العديد من الأشخاص عن الماريجوانا باعتبارها آمنة وطبيعية، وهو رأي اكتسب قوة؛ حيث يتم تقنينها في عدد متزايد من الدول، وقد وجد استطلاع للرأي أجرته مؤسسة جالوب عام 2018 أن الأمريكيين ينظرون إلى حد كبير إلى الماريجوانا والسجائر الإلكترونية على أنها أقل ضررًا من السجائر العادية، وأن أكثر من 40 في المائة من المشاركين يعتقدون أن الماريجوانا إما ليست ضارة أو ليست ضارة على الإطلاق، فيما يتوقع بحلول عام 2022 أن تصل مبيعات القنب هناك مدفوعة بمنتجات التدخين الإلكترونية إلى 8.4 مليارات دولار، أي أقل بقليل من مبيعات الماريجوانا.
وحسب الخبراء تعمل السجائر الإلكترونية بواسطة مواد التسخين، وفي معظم الأحيان النيكوتين السائل، ولكن هناك أيضًا زهور الماريجوانا أو المركبات المعلقة في الزيوت التي تحتوي غالبًا على مواد كيميائية لتغيير النكهة أو اتساق الخليط، الذي يقوم المستخدمون بتسخينه واستنشاقه، وأيضًا في الهواء الذي يمكن استنشاقه، ونظرًا لأن العملية التنظيمية لهذه الزيوت بمثابة الفوضى الخالصة في الوقت الحالي، فمن الصعب معرفة المواد الكيميائية التي تم إضافتها.
وحاليًّا تقوم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية باختبار أكثر من 100 عينة من المنتجات المستخدمة من قبل المرضى الذين أصيبوا بأمراض الرئة بعد استخدامهم للسجائر الإلكترونية، في محاولة للوقوف بالضبط على ما فيها وما يمكن أن يسبب الأمراض، وفي حين تحاول إدارة الغذاء والدواء الأمريكية منع منتجات القنب، إلا أن السجائر الالكترونية لا تخضع لرقابتها جزئيًّا، وفي حين أن القُنَّب وعائلته مجرم حسب القانون الفيدرالي الأمريكي، إلا أن المنتجات التي تحتوي على أقل من 0.3 في المائة منه لا تدخل أيضًا ضمن اختصاص إدارة مكافحة المخدرات هناك، وتلك التي تحتوي على أكثر تخضع لنظام تنظيمي معقد يمكن أن يمنع حتى العلماء من دراسة محتوياتها؛ حيث تصنف الماريجوانا كدواء مدرج في الجدول الأول بنفس فئة الهيروين، وتحتاج لإذن خاص لدراستها من جامعة ميسيسبي، ومن ثم لا يمكن دراسة بعض المنتجات المتاحة للجمهور أو فهم الآثار المترتبة عليها.