إذا وصف طبيبك دواءً وأوضح لك أن هذا الدواء يحتاج إلى معايرة، فإنه يعني استخدام هذه الطريقة كوسيلة للحد من الآثار الجانبية المحتملة، من خلال قضاء بعض الوقت لمعرفة كيف سيتفاعل جسمك مع هذا الدواء.
وفي المعايرة يبدأ الدواء بجرعة منخفضة، وكل أسبوعين يتم رفع الجرعة «المعايرة» حتى يتم تحقيق الحد الأقصى لما يسمى بالفعالية الفعالة أوالجرعة المستهدفة، أو حدوث آثار جانبية، وحسب الخبراء فإنه لا يمكن للجميع تحمل الجرعة الكاملة لكل دواء، ومن ثم فإن هذا الإجراء المتمثل في المعايرة هو وسيلة مهمة لتسهيل طريقك.
وتعد أدوية قصور القلب من بين أكثر الأدوية التي تتطلب المعايرة، وكما يؤكد الأطباء المتخصصون فإن رفع جرعة هذه الأدوية ببطء مع مرور الوقت، يساعد الجسم على التكيف مع الدواء ويمنع الآثار الجانبية، كما تتيح هذه العملية تحديد الجرعة القصوى، وبشكل خاص مع أدوية خفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وهي تؤدي وظيفتها عن طريق منع المسارات الهرمونية العصبية والأدرينالين، وهي آليات فطرية وطبيعية في جسم الإنسان، تهدف إلى حماية البشر، ومن ثم فإن المعايرة هنا هي أمر ضروري لدعم المسارات الصحيحة في الجسم وتحقيق ما يتناسب معها.
وحسب الخبراء في مايو كلنيك، فأنت بحاجة إلى هرمون الأدرينالين مثلاً للهروب من الدب، لكن مستوى الأدرينالين لديك يجب أن يهبط بعد رحيل الدب، وإذا قمت بحظر الأدرينالين تماماً فسوف تقع في قبضة الدب، لذلك فإن القيام بحجب بعض الأدرينالين ببطء وبشكل تدريجي يسمح لك بالرد على الدب، مع إعطاء الوقت المناسب لقلبك للحصول على أفضل وأقوى طريقة للتعامل مع هذا الحدث، وفي المرة القادمة عندما تزيد الجرعة يتعامل معها القلب بشكل أفضل.
ومن الناحية المثالية يجب أن يتمثل هدف الأطباء والمرضى في تحقيق الجرعة المثالية، أو الجرعة المستهدفة من هذه الأدوية، ولكن لسوء الحظ قد يتم أحياناً التغاضي عن المعايرة من بعض المرضي أو حتى الأطباء، وقد يبدو هذا في مرضى تناولوا جرعة منخفضة منذ شهور، وبالرغم من أنهم يتعاطون الدواء الصحيح إلا أن قلوبهم لا تتحسن، لأن الدواء لم يتم ترقيته أو معايرته وموازنته أبداً، فيما قد لا يحتاج بعض الناس إلى الكثير من الدواء مثل الآخرين، لكن الأطباء لن يعرفوا ذلك حتى يكتشفوا أعلى جرعة يمكن لهؤلاء المرضى تحملها.