وفقًا لدراسة نشرتا في مجلة طب الأطفال، توصل الباحثون إلى نتائج تكشف زيف الأسطورة التي تقول: إننا نحتاج إلى تنظيف آذاننا بانتظام بقطن الأذن، مؤكدين أن القيام بذلك قد يسبِّب أذى أكثر من النفع.
ومنذ اختراع أداة قطن الأذن عام 1923 والجميع يستخدمها حول العالم، رغم تحذير الأطباء منذ السبعينيات من استخدامها يمكن أن يدفع شمع الأذن إلى عمق القناة، مما يسبب انحشارًا وزيادة خطر الإصابة في طبلة الأذن، وعلى الرغم أيضًا من الأبحاث الحديثة التي أظهرت أن استخدامها يعد السبب الأكثر شيوعًا لإصابة الأذن لدى الأطفال.
وحسب الدراسة فقد نظر الباحثون في تقارير عن إصابات الأذن المرتبطة بمسحة القطن في المستشفيات في جميع أنحاء الولايات المتحدة خلال فترة تبلغ نحو 21 عامًا؛ حيث تم علاج ما يقدر بنحو 263 ألف مريض تقل أعمارهم عن 18 عامًا في أقسام الطوارئ لشكاوى مثل انسداد الأذن والألم والنزيف، وكانت معظم هذه الإصابات (حوالي 73%) أثناء تنظيف الأذن، ومن بين الأسباب الأخرى الأطفال الذين يلعبون بالمسحات أو يسقطون بينما كانت المسحة في أذنهم، ولحسن الحظ فقد تمّ علاج معظم المرضى، لكن الباحثين لاحظوا أن بعض هذه الإصابات ربما كانت خطيرة؛ حيث الأضرار التي لحقت طبلة الأذن أو الأذن الداخلية أدت في بعض الحالات إلى: الدوار، مشاكل في التوازن، شلل العصب الوجهي، فقدان السمع بشكل دائم، ولدرجة أن أكثر من 12 ألف حالة ظلت خاضعة للعلاج حتى بعد انتهاء الدراسة..
ولهذا تحدث الباحثون حول الكيفية المفترضة لتنظيف الأذن، وحسب هذه التوصيات فإن الأذن في الواقع ذاتية التنظيف، حيث يؤدي الشمع وظيفة كفخ للأوساخ وجذبها نحو الخارج مع ترطيب قناة الأذن، كما أن له خصائص مضادة للميكروبات، وعندما يرى الشمع في الجزء الخارجي من الأذن، فيمكن مسحه بمنشفة مبللة صغيرة، لكن إدخال أي شيء في القناة نفسها أمر غير ضروري وخطير للغاية.
وقد أصدرت الأكاديمية الأمريكية لجراحة الأنف والأذن والحنجرة ومؤسسة جراحة الرأس والرقبة إرشادات محدثة حول هذا الموضوع، بما في ذلك قائمة ما يجب عمله وما لا يجب بالنسبة للمرضى، وهي تشمل: أن شمع الأذن أمر طبيعي، لا تضع مسحات القطن أو دبابيس الشعر أو مفاتيح السيارة أو المسواك أو أشياء أخرى في أذنك، وهناك طرق فعالة لعلاج شمع الأذن المزعج ولكن باستشارة الطبيب، كما يجب عليك زيارة الطبيب إذا واجهت تصريفًا أو نزيفًا من الأذنين أو فقدان السمع أو الشعور بالألم أو الامتلاء في الأذنين، مع ضرورة حفظ أي أدوات تستخدمها لتنظيف الأذن عن متناول الأطفال، وعدم استخدام قطن الأذن تحت أي ظرف لتنظيف أذن الأطفال، ولا تغرس في طفلك أن تنظيف الأذن يشبه تنظيف الأسنان بالفرشاة، فهذا المفهوم خاطئ تمامًا وضار بصحة الأذن، ويحتاج إلى تبديده للمساعدة في منع حدوث هذه الإصابات.