هل يمكن أن يجعلك الطعام سعيداً؟ حسب الخبراء، يمكن أن يحدث ذلك خاصة على المدى القصير، ولكن بعض هذه الأطعمة قد تسبب فوضى في نظامنا الغذائي وفي الأمعاء، والتي يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب والقلق، ومن المثير أننا لم نفهم حقًا الجوانب المفيدة لجراثيم الأمعاء لدينا إلا في القرن الحادي والعشرين، بينما تشكل جزءًا رئيسًا من محور القناة الهضمية، والذي يغير سريعًا من الطريقة التي ننظر بها إلى كيفية تنظيم عواطفنا وسلوكنا، بواسطة البروبيوتيك والبريبايوتكس التي تعمل على تحسين حالتنا المزاجية.
وحسب الخبراء لدينا جميعًا نحو ثلاثة أرطال من الميكروبات في أمعائنا، التي وصلنا معها وعبر آلاف السنين إلى هدنة، بحيث تبقى في أمعائنا تتغذى على بوفيه مفتوح، مقابل أن تجنبنا بعض الأمراض وألا تصيبنا، ومن ثم فإن الميكروبات الموجودة في أمعائك هي بمثابة الحرس الملكي، وحتى قبل أن يعرف الجهاز المناعي لديك أن أحد مسببات الأمراض موجود في طعامك، فإن ميكروبات الأمعاء تقاوم ذلك بالفعل كخط دفاع أول؛ ليتم تدمير معظم مسببات الأمراض بسرعة دون أي ضجة؛ لأن لديك 100 تريليون من الحرس الميكروبي في أمعائك على استعداد للتعامل مع المتسللين.
ولكن إذا لم تقم بإطعام هذه الميكروبات الحامية بشكل صحيح، فإنها لن تكون قادرة على شن هجوم مضاد فعال، وإذا كانت مسببات الأمراض قادرة على الحصول على موطئ قدم، فإنها يمكن أن تزعج بطانة أمعائك، وهي حاجز رقيق يمكن لمسببات الأمراض أن تحفر فيه مما يسمح للسموم أو البكتيريا بالتسرب إلى مجرى الدم، ومن ثم ضخ هذه السموم المحتملة إلى قلبك وبشكل إلزامي لكل عضو في جسمك بما في ذلك عقلك.
ويعتقد العلماء الآن أن جميع الأمراض الالتهابية تبدأ تقريبًا في القناة الهضمية، بما في ذلك مرض السكري وأمراض القلب والتهاب المفاصل والشلل الرعاش ومرض الزهايمر، والمشاكل العقلية كالاكتئاب والقلق، وبالتالي فإن البكتيريا المفيدة في أمعائك لها أهمية قصوى لصحتك ومزاجك بشكل عام.
ولهذا فإن تلك الأطعمة السريعة المدى يمكن أن توفر السعادة، إلا أن التأثير طويل المدى هو القضاء على مجموعة كبيرة من الميكروبات المفيدة في أمعائك، ومن ثم ضعف أو تلاشي قدرتها على الدفاع عنك ضد مسببات المرض، أو القدرة على رفع حالتك المزاجية.
ولكن ماذا تفعل لتجنب ذلك؟
- حسب الخبراء فإن الخطوة الأولى تكمن في تعديل النظام الغذائي الخاص بك لدعم الميكروبات الحيوية الخاصة بك، بنظام يشبه إلى حد كبير النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط، الغني بالخضار مع بعض المأكولات البحرية، بالإضافة لزيوت أوميجا 3.
- توقف عن تناول السكر، فالأطعمة السكرية تغذي البكتيريا المسببة للأمراض، فيما يضاف السكر إلى العديد من الأطعمة المصنعة، ويمكن أن يكون من الصعب الهروب، لذلك تحقق من تلك التسميات، والأفضل من ذلك طهو طعامك الخاص حتى تعرف ما تأكله.
- أكل الخضروات الغنية بالألياف، كالكرات، الخرشوف والثوم، وسوف تمر الألياف الموجودة في هذه الأطعمة من خلال الأمعاء الدقيقة سليمة وتصل إلى القولون لإطعام الميكروبات الصحية.
- أكل الأطعمة المخمرة كالزبادي مثلاً، وهذه طريقة رائعة لإضافة بعض البكتيريا الجيدة إلى نظامك الغذائي، ولن تلتصق معظم هذه الميكروبات في أمعائك، لكنها ستغير البيئة للأفضل مع مرورها، وهذا يعني أنك يجب أن تجعل هذا الروتين يوميًا.
- أكل بعض السمك؛ حيث تعمل زيوت أوميجا 3 الموجودة في أسماك مثل السلمون، على تقليل الالتهاب وتمنع جسمك من التعرض لمهاجمة الأنسجة الخاصة بك، أما إذا كنت نباتيًا فابحث عن أطعمة مثل الجوز.
- يمكنك تحويل الكربوهيدرات العادية إلى النشا المقاوم المفيد لميكروبات الأمعاء عن طريق تبريدها، وبالتالي فإن سلطة البطاطا الباردة أكثر صحة بالنسبة لك من البطاطا الساخنة.
- على الرغم من أننا لا نعرف بالضبط السبب فإن التمرين يساعد أيضًا الميكروبات المعوية.