صدَّقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية- لأول مرة- على نوعٍ من أكياس التبغ قيل إنه أقل ضررًا من السجائر، وهو قرار قد يفتح الباب أمام خيارات أخرى يعتقد البعض أنها قد تكون أقل خطورة للمدخنين، ويمثّل هذا التصديق أول دعم من الحكومة الأمريكية لما يسمى بمنتج التبغ منخفض المخاطر.
ورغم ذلك، أكَّدت إدارة الغذاء والدواء أن هذا التصديق على أكياس التبغ السويدية، لا يعني أنها آمنة، وإنما يعني أنها أقل ضررًا، وأن جميع منتجات التبغ تشكل مخاطر، ومن ثم فلا تزال هذه الأكياس تحمل تحذيرات حكومية إلزامية من أنها يمكن أن تسبب سرطان الفم وأمراض اللثة وفقدان الأسنان، لكن الشركة المنتجة سوف تكون قادرة على الإعلان عنها كمنتج ذي مخاطر أقل للإصابة بسرطان الرئة والتهاب الشعب الهوائية وأمراض القلب وأمراض أخرى مقارنة بالسجائر.
وكانت أكياس التبغ المطحون، التي يطلق عليها «snus» أو«snoose»، شائعة في البلدان الاسكندنافية منذ عقود، ولكنها كانت تمثل جزءًا صغيرًا من سوق التبغ في الولايات المتحدة الأمريكية، وعادة ما يلصق المستخدمون الأكياس التي تشبه أكياس الشاي بين الخد واللثة لامتصاص النيكوتين، وعلى عكس مضغ التبغ المنتظم، يبتلع السائل الناتج بدلًا من البصق، وحسب القائم بأعمال مفوض إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، فإن الوكالة اعتمدت في قرارها على بيانات على المدى الطويل تظهر انخفاض مستويات الإصابة بسرطان الرئة وانتفاخ الرئة وغيرهما من الأمراض المرتبطة بالتدخين، مع استخدام هذا المنتج مقارنة بالتدخين العادي، وأن الوكالة ستراقب عن كثب جهود التسويق للتأكّد من أنها تستهدف مستخدمي التبغ البالغين دون غيرهم، مؤكدًا في الوقت نفسه أن أي شخص لا يستخدم منتجات التبغ حاليًا، خاصة الشباب، عليه الامتناع عن القيام بذلك.
وحسب الإحصاءات، فقد انخفض معدل التدخين في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أدنى مستوى له على الإطلاق؛ حيث بلغ 14 في المائة من البالغين، أو ما يقرب من 34 مليون أمريكي، لكن التدخين يظل السبب الرئيسي للأمراض والوفيات، التي يمكن الوقاية منها في الولايات المتحدة؛ حيث إنه المسؤول عن نحو 480 ألف حالة وفاة سنويًا، بينما تبحث شركات التبغ عن منتجات جديدة لبيعها؛ لأنها تواجه انخفاض الطلب على السجائر بسبب زيادة الضرائب والمخاوف الصحية، وحظر التدخين والوصمة الاجتماعية.
وقد أعطى الكونجرس الأمريكي إدارة الغذاء والدواء سلطة تنظيم الجوانب الرئيسية لصناعة التبغ في عام 2009، بما في ذلك تعيين منتجات التبغ الجديدة ومعادلة مخاطرها؛ مقارنة بالسجائر التقليدية وغيرها من المنتجات، ولكنها لم تمنح منذاك الوقت إذنًا لأي منتج شبيه، فيما تقوم بمراجعة العديد من المنتجات الأخرى التي تتنافس للحصول على حالة تقليل المخاطر؛ بما في ذلك بديل سيجارة لا يحترق، في حين أن السجائر الإلكترونية تعتبر عمومًا أقل ضررًا من مجموعة التبغ والورق، إلا أنها لم تتم مراجعتها علميًا على أنها تشكل خطرًا أقل.