دراسة توضح علاقة الفلورايد بانخفاض ذكاء الأطفال

أنجزها فريق بحثي بجامعة يورك ونشرتها «جاما»
دراسة توضح علاقة الفلورايد بانخفاض ذكاء الأطفال

فتحت دراسة نشرت مؤخرًا في مجلة جاما نقاشًا كبيرًا في الأوساط الصحية، حول ما إذا كان إضافة الفلورايد لمياه الشرب طريقة جيدة لمنع تسوس الأسنان أم خطأ محتمل؟ ووجد الباحثون بجامعة يورك في تورنتو خلال بحثهم الذي ركّز على بعض الأمهات والأطفال في ست مدن كندية، أن التعرض العالي للفلورايد أثناء الحمل كان مرتبطًا بانخفاض معدل الذكاء بين الأطفال وخاصة الأولاد، وبناءً على هذه الأدلة أوصى الباحثون النساء بالحد من تناولهن للفلورايد أثناء الحمل.

ويعتقد الباحثون أن الدراسة تحتاج للتدعيم بدراسات أخرى لإثبات الموثوقية، حيث قد تؤثر هذه النتائج على السياسات الصحية لدول كثيرة في حالة إثبات وتدعيم نتائج الدراسة الأخيرة، فعلى سبيل المثال فقد بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في إضافة الفلورايد إلى بعض إمدادات المياه العامة في الأربعينيات من القرن الماضي، في محاولة لتقوية الأسنان ومنع التسوس، وقد تراكمت الأبحاث حوله في العقود التالية.

فعند الجرعات العالية يمكن للفلورايد أن يضرّ فعلًا بأسنان البشر، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، وتشير بعض الأبحاث -وكثير منها في الحيوانات- إلى أنه مرتبط أيضًا بآثار جانبية أكثر خطورة، بما في ذلك سرطان العظام وضعف الإدراك، وقد صوت أكثر من 300 مجتمع في أمريكا الشمالية لصالح إنهاء برامج الفلورة على مدار العشرين عامًا الماضية، بينما كان لا يزال حوالي 66 في المئة من الأمريكيين و39 في المئة من الكنديين يحصولون على المياه المفلورة. وقد خفضت الولايات المتحدة في عام 2015 الكمية الموصى بها من الفلوريد في إمدادات مياه الشرب، من 1.2 ملليجرام لكل لتر إلى 0.7 ملليجرام لكل لتر، وذلك لخفض الأضرار المحتملة للأسنان، وهي نفس النسبة المستخدمة في كندا أيضًا.

والدراسة الجديدة هي الأحدث التي تثير هذا الجدل مرة أخري، فبين عامي 2008 و2011 جنّد الباحثون حوالي 500 من الأمهات الحوامل خلال الأسابيع الأربعة عشر الأولى من الحمل، وقدمن عينات بول استخدمها الباحثون لقياس مستويات الفلوريد، وأجاب أربعمائة منهن على أسئلة حول استخدامهن للفلورايد في مياه الشرب، وبعد الإنجاب أخذ أطفالهن اختبارات الذكاء في سن 3 أو 4 سنوات، فوجد الباحثون أن تناول كميات عالية من الفلوريد كان مرتبطًا بانخفاض معدل حاصل الذكاء لدى كل الأطفال.

وتشير الأبحاث السابقة في حيوانات المختبر أيضًا إلى أن الذكور أكثر عرضة للتلف الناجم عن الفلوريد، وتشير الأبحاث الأخرى إلى أنهم أكثر عرضة لخطر الاضطرابات النمائية العصبية، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، لذلك ليس من المستغرب أن تكون درجات حاصل ذكائهم مرتبطة بشكل أكبر بالتعرض للفلورايد، وعلى الرغم من ذلك، يعتقد الباحثون أن هناك حاجة لدراسات إضافية، ولكنهم ينصحون بتقليل التعرض للفلورايد إلى الحدّ الأدنى أثناء الحمل.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa