معهد ماكس: فحص دم يتوقع متى يموت صاحبه

معهد ماكس: فحص دم يتوقع متى يموت صاحبه

طفرة غير مسبوقة في التشخيص

حالة من الجدل أثيرت مؤخرًا عندما تم تداول خبر حول محاولة العلماء تطويرَ اختبار يمكن أن يتنبأ بالوقت الذي سيعيشه كل شخص، على الأقل من الناحية الفنية.

الاختبار الذي وصفه القائمون على تطويره بالسهولة والموثوقية، يحاول التنبؤ بمدى تمتع الشخص بصحة جيدة، ومن ثم يتنبأ بمدى تعر<ُضه للخطر، وعوامل خطر الوفاة الرئيسية، فيما تعد اختبارات الدم هي الوسيلة الأكثر احتمالًا لمثل هذا الاختبار؛ حيث إن من السهل الحصول على عينات من الدم، كما أن المختبرات المجهزة للتعامل معها شائعة.

الجهد الأخير نشر في مجلة اتصالات الطبيعة لعلماء وباحثين في معهد ماكس بلانك لبيولوجيا الشيخوخة والمركز الطبي بجامعة ليدن، وقد أفادوا بأنه في مجموعة تضم أكثر من 44 ألف شخص، كان فحص دمهم دقيقًا بنسبة 80% تقريبًا في التنبؤ بمخاطر الوفيات في غضون 5 إلى 10 سنوات؛ حيث قدَّم المرضى الذين تراوحت أعمارهم بين 18 عامًا و 109 أعوام، عينات دم، وتتبعت الدراسة أحداثهم الصحية لمدة تصل إلى 16 عامًا.

وحلل الباحثون مجموعة مكونة من 226 مما يسمى الأيض أو المنتجات الثانوية لأشياء تصبها خلايا وأنسجة مختلفة من الجسم في مجرى الدم لتداولها وإزالتها. ومن هذه المجموعة من العلامات، قام الفريق بتقليص القائمة إلى 14 منتجًا، تمكنهم مع جنس الشخص من تقديم صورة جيدة للمخاطر الصحية لكل منهم. وعلى مدار سنوات الدراسة، أنجزوا ذلك بمقارنة الذين لقوا حتفهم أثناء الدراسة بالذين استمروا على قيد الحياة، وتحديد العوامل المشتركة أو ذات الصلة بين الوفاة والأربعة عشر عنصرًا.

وبحسب الباحثين، فإن الاختبار ليس جاهزًا حتى الآن للأطباء لاستخدامه في العيادة مع مرضاهم، لكنه يضع أساسًا جيدًا للتشخيص. وقد يكون الاختبار النهائي مفيدًا في البداية في تقييم المرضى الأكبر سنًّا وتوجيه قرارات العلاج؛ نظرًا إلى أن الأيضات الأربعة عشرة تمثل مجموعة من العمليات، بما في ذلك انهيار الدهون والجلوكوز والالتهاب وتوازن السوائل في الجسم؛ ما يؤثر في مجموعة من الأمراض المزمنة، وفي قدرة الشخص على التعافي من المرض أو الإصابة.

ويدرس الباحثون في جامعة ليدن حاليًّا الاختبار لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يساعد الأطباء على التنبؤ بالمرضى الذين يعانون من كسور الورك، والذين من المرجح أن يصابوا بمضاعفات أثناء الشفاء بعد الجراحة، فيما تبحث دراسة أخرى ما إذا كان الاختبار يمكن أن يتنبأ بالذين يعانون من الفشل الكلوي والذين هم أكثر عرضةً للإصابة بالخرف أو الآثار الجانبية، مثل الهذيان نتيجةً لعلاجهم. وهذه المعلومات يمكن أن تساعد الأطباء على ضبط قرارات الجرعة والعلاج بشكل أفضل، كما يأمل الباحثون العمل مع بنوك بيانات كبيرة حول العالم لمزيد من التحقق من صحة النتائج؛ حيث يرون  هذا الاختبار أساسًا لبداية لا نقطة نهاية.

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa