أجرى فريق طبي بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم، عملية جراحية ناجحة لرجل عمره ٦٣ عامًا عانى من تكون صديد "صلب وسائل"، وضاغط بشدة على عنق الدماغ السفلي Modalla Oblangata، وكذلك على أعلى النخاع الشوكي عند الفقرتين الأولى والثانية، وعلى أحد الشرايين المحيطة، مسببًا. حزمة من الأعراض بالغة الحدة.
قال الدكتور ناجي مسعود استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، رئيس الفريق الطبي المعالج، إن العملية التي أجريت للمريض بعد الأولى من نوعها في المملكة، ولم تجر منذ العام ١٩٢٠م سوى ٣٦ مرة على مستوى العالم، مضيفًا أن المريض سعودي الجنسية، وأدخل المستشفى عن طريق الطوارئ، وهو يعاني من شلل كامل للشق الأيسر من الجسم. وضعف في التنفس، وحالة دوار مستمرة.
أُخضع المريض الحزمة من الفحوصات الطبية الدقيقة، ومن أهمها الأشعة المقطعية -cr Scan والرنين المغنطيسي MRI، وبينت الصور والتحاليل وجود كتلة صديدية كبيرة الحجم جزء منه سائل والآخر صلب، وتسبب ضغطاً شديداً على أكثر من منطقة حساسة ما نتج عنه الأعراض الحادة التي عانى منها المريض.
وأضاف "مسعود" أن الفريق الطبي أخضع الحالة لدراسة عميقة، وخلص إلى خطة علاجية مكونة من مرحلتين، وبعد إكمال الترتيبات اللازمة أخضع المريض في المرحلة الأولى إلى عملية دقيقة ومعقدة، تم الدخول فيها عبر الفم، حيث تم رفع اللهاة وفتح الطريق إلى الجدار الخلفي للبلعوم، والوصول عبره إلى الفقرة الأولى، ومن ثم إلى الفقرة الثانية التي بها الصديد والالتهاب الشديد، وتمت إزالة الكتلة بالكامل، وتحرير عنق الدماغ والنخاع الشوكي من الضغط فعادا إلى وضعهما الطبيعي.
تكللت العملية التي استمرت لنحو ٦ ساعات، بالنجاح التام، ونقل المريض إلى العناية المركزة، حيث بقى فيها تحت التنفس الاصطناعي حتى موعد العملية الثانية التي جرت بعد "ه" أيام، وتم فيها تثبيت الفقرتين الأولى والثانية، ثم أعيد إلى العناية المركزة وبدأت حالته الصحية في التحسن بنسق متسارع، حيث رفع عنه جهاز التنفس الاصطناعي بعد ٧٢ ساعة من العملية الثانية.
بدأ يحرك أطراف شقه الأيسر الذي كان مصاباً- بالشلل التام، وفي اليوم السادس نقل إلى غرفة تنويم اعتيادية وبدأ يمشي بمساعدة "المشاية" وبعد نحو أسبوعين خرج من المستشفى على قدميه وسط فرحة كبيرة من أهله، والآن عاد إلى عمله وممارسة حياته اليومية بصورة طبيعة.