يعتقد مسؤولو الصحة بالصين، أنهم اكتشفوا الفيروس الغامض الذي تسبب في مرض عشرات الأشخاص في مدينة ووهان بوسط الصين، حيث وجد التقييم الأولي الذي أجراه فريق من الخبراء، شكلاً جديداً من فيروسات كورونا في 15 حالة، في حين تم الإبلاغ عن حالات يشتبه في إصابتها بالفيروس في هونج كونج وكوريا الجنوبية، مما أدى لزيادة القلق من جانب مسؤولي الصحة العامة حول العالم.
وحسب الخبراء ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية، تنتج معظم الفيروسات التاجية أعراضاً خفيفة، بما في ذلك التهابات الجهاز التنفسي العلوي مثل نزلات البرد، لكن تصنيف هذا المرض يضعه في نفس العائلة مثل متلازمة الجهاز التنفسي الحادة (السارس) ومتلازمة الجهاز التنفسي في الشرق الأوسط (MERS) وقتل كلاهما المئات أثناء تفشيه؛ حيث بدأ السارس في الصين وانتشر حتى الولايات المتحدة وكندا، مما تسبب في أكثر من 700 حالة وفاة في جميع أنحاء العالم خلال وباء عام 2003.
وحسب علماء الفيروسات فإن جميع الفيروسات التاجية الستة المعروفة التي تم العثور عليها في البشر يمكن أن تنتشر بين البشر، ولكن مصدر الفيروس وما يبدو عليه لا يزال مجهولاً، أما عن كيفية الانتشار، فيمكن أن تنتشر فيروسات كورونا عن طريق الهواء من خلال السعال والعطس، وعن طريق الاتصال الشخصي الوثيق، ورغم ذلك فإن مكتب صحة مدينة ووهان -التي انتشر فيها المرض الغامض- صرح في وقت سابق أنه لا يوجد دليل على انتقال العدوى من إنسان إلى إنسان حتى الآن.
وحسب منظمة الصحة العالمية فإن حالات الالتهاب الرئوي في ووهان يشير إلى احتمال تورط فيروس كورونا، فيما تم ربط السلالة الغامضة بسوق للمأكولات البحرية تم إغلاقه لأسباب تتعلق بالصرف الصحي في مطلع يناير، ولا يزال الخبراء يحاولون معرفة المزيد عن المرض، وحسب المنظمة العالمية فإن الأعراض تشمل الحمى وصعوبة التنفس.
وفي هونج كونج كانت هناك زيادة كبيرة في الطلب على أقنعة الوجه التي كان يتم ارتداؤها أثناء اندلاع السارس، حيث نفدت في العديد من المتاجر، وقد حثت السلطات من يعانون من أعراض الحمى والجهاز التنفسي على ارتداء قناع.
مدى سرعة انتشار الفيروس:
حسب السلطات الصحية فقد تم اكتشاف الحالة الأولى في ووهان في 12 ديسمبر، وامتدت لإصابة نحو 53 في هونج كونج بالحمى أو التهاب الجهاز التنفسي أو أعراض الالتهاب الرئوي بعد زيارة ووهان، فيما ذكرت سلطات كوريا الجنوبية أنه تم تشخيص إصابة سيدة صينية كانت قد زارت ووهان في رحلة عمل، وبينما تكثف الحكومات التدابير الاحترازية في أعقاب تفشي المرض، فرضت هيئة المستشفيات في هونج كونج ساعات زيارة أقصر في المستشفيات مع إلزام جميع الزوار ارتداء أقنعة الوجه، كما عززت المدينة أيضاً نظام التصوير الحراري بالمطار لفحص درجات حرارة المسافرين القادمين من ووهان، كما تم تخصيص قوى بشرية إضافية لإجراء اختبارات الحرارة في محطة القطار التي تربط المدينة بالبر الرئيس للصين.
فيما أعلنت وزارة الصحة السنغافورية أنها تنفذ اختبارات درجات الحرارة للمسافرين الذين يصلون على متن رحلات من ووهان، وفي تايلاند تم تركيب أجهزة فحص درجات الحرارة بالأشعة تحت الحمراء في أربعة مطارات تخدم الرحلات اليومية من ووهان، بينما طلبت مراكز مكافحة الأمراض في تايوان من الأطباء ومسؤولي الحجر الصحي في المطار؛ الإبلاغ عن ظهور أي أعراض بين الذين سافروا إلى ووهان.
وحسب منظمة الصحة العالمية فإنها تراقب الوضع وعلى اتصال وثيق مع السلطات الصينية، فيما يدعو الأطباء في هونج كونج سلطات الصين إلى تقديم عينات ومعلومات وراثية للفيروس، والتي يمكن تطوير اختبار منها في غضون أيام، مما قد يساعد في الحد من التفشي المحتمل، وحسب الخبراء إذا كان الفيروس في ووهان قادراً على الانتشار والانتقال من شخص لآخر، فإن تفشي المرض يثير القلق وقد يتسبب في حدوث وباء إقليمي، ومع ذلك فإن حقيقة عدم حدوث أي وفيات حتى الآن قد يعني أن الوضع لن يأخذ منعطفاً أكثر خطورة، مقارنة بوفاة نحو 10 في المائة ممن أصيبوا بالسارس في عام 2003، كما لم تحدث أي حالات لتفشي الفيروس في المستشفيات، وهذا يشير إلى أنه إذا كان هناك انتقال من إنسان إلى إنسان فإن معدله منخفض للغاية.
وحسب الخبراء فإن هناك تطورات ملحوظة في البحث العلمي وقدرات التشخيص المختبري منذ تفشي مرض السارس منذ أكثر من عقد، تتضح في قدرة العلماء الصينيين على تحديد هذا المرض الغامض على أنه فيروس كورونا بعد أقل من شهر من اكتشافه، وهي علامة إيجابية، ومن ثم من غير المرجح أن يؤدي هذا إلى وباء كبير يشبه عام 2003.