التقرير الكامل لـ«aducanumab» يعزز أمل الشفاء من ألزهايمر

بعد طلب تسجيله في «الغذاء والدواء» الأمريكية
التقرير الكامل لـ«aducanumab» يعزز أمل الشفاء من ألزهايمر
تم النشر في

في عام 2017 تطوع أكثر من 3200 مريض بـ«ألزهايمر» لاختبار دواء وُصف بـ«الواعد»، وهو ثمرة تعاون بين شركة «Biogen» الأمريكية لتطوير التكنولوجيا الحيوية، وشركة «Eisai» اليابانية لصناعة الأدوية.

تحدَّثت الدراسات المبكرة التي سبقت الاختبارات عن نجاح هذا الدواء في تقليص رواسب بروتين «الأميلويد» المتراكمة في أدمغة مرضى ألزهايمر، ليبطئ التراجع المعرفي الناتج عن تراكمها، بين آمال المرضى والأطباء بأن يؤدي إلى أول علاج معتمد يمكن أن يوقف مرض التنكس العصبي.

لكن في شهر مارس الماضي، قررت الشركة بعد مراجعة مبكرة لبياناتها التي شملت نصف المرضى، أن النتائج لم تكن واعدة بما يكفي لمواصلة التجربة، ومن ثم فقد تم إنهاؤها، وتوقف المتطوعون عن تناول الدواء التجريبي؛ لإجراء الشركة تحليلًا متعمقًا في البيانات التي جمعتها.

ومؤخرًا كشف التقرير الكامل للشركة –الذي شمل تحليل بيانات جميع المرضى البالغ عددهم 3 آلاف و285، والذين تم تعيينهم عشوائيًّا لتلقي العلاج التجريبي مرة واحدة في الشهر لمدة 18 شهرًا– عن صورة أكثر وضوحًا.

وتبين أنه بعد 18 شهرًا من تناول هذا العقار، أظهر المشاركون انخفاضًا إدراكيًّا أقل بنسبة 15 إلى 27% في اختبارات قياسية للذاكرة والقدرة الإدراكية، مقارنةً بالذين يتلقون العلاج التجريبي، فيما كانت الحماية المعرفية أكثر وضوحًا عند أولئك الذين حصلوا على أعلى جرعة من الدواء.

وبناءً على هذه التحليلات الأحدث، طلبت الشركة أخيرًا من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الموافقة على دواء «aducanumab» لعلاج مرض ألزهايمر المبكر.

وبحسب مسؤولي الشركة، فقد كان تحليل الشركة السابق الذي أعلن عنه في الربيع الماضي غير صحيح، فأوقفت الشركة تجاربها، لكن بناءً على البيانات الشاملة والأحدث  والتحليل الإضافي، اكتشفت أن للدواء فاعلية. وبحسب المشاركين كانت هناك بعض التغييرات التي جاءت بسرعة كبيرة بعد توقف العلاج، ولاحظ هؤلاء المرضى حدوث تضرر بالذاكرة القصيرة الأجل.

ولكن كيف اختلفت النتائج؟

بحسب التقارير، فقد كانت دراسة المرحلة الأولى للعقار مشجعة بما يكفي لدفع الشركة إلى إطلاق الدراسات الكبيرة المتأخرة في 350 موقعًا في 20 دولة، وبدا أن الدواء يمتلك طريقة فريدة للعثور على كتل بروتين الأميلويد والالتصاق بها، والإشارة للخلايا المناعية في الجسم لتدميرها.

وكان استنتاج البيانات من النصف الأول من المرضى في مارس الماضي يشير إلى نتائج ليست ذات دلالة إحصائية كبيرة، بجانب آثار جانبية مقلقة، كالتهاب الدماغ الذي يمكن أن يهدد الحياة. وبدلًا من المخاطرة بتعريض الناس لخطر الآثار الجانبية دون فائدة ملحوظة، اتخذت الشركة قرارًا صعبًا بإنهاء الدراسات التي بدأت منذ عام 2007 لإعادة النظر في البيانات.

بعد ذلك، جمَّع فريق من العلماء والإحصائيين والمبرمجين جميع البيانات من مئات مواقع الدراسة وآلاف المرضى وأعادوا تحليلها، ليكتشفوا أن إحدى الدراستين الأساسيتين أظهرت اتجاهًا إيجابيًّا واضحًا في تقليل التراجع المعرفي.

ولم تظهر الأخرى تغييرًا كبيرًا في الوظائف الإدراكية على الإطلاق. وكانت الدراستان متطابقتين من حيث أنواع المرضى المسجلين، وكيف تم تعيينهم عشوائيًّا لتلقي «aducanumab»، أو الدواء الوهمي.. الفرق الوحيد هو أن دراسة واحدة بدأت قبل الأخرى.

ويُعتقد أن هذا أحدث فرقًا؛ حيث إن الشركة غيَّرت بعض جوانب تصميم الدراسة بعد أن بدأ المرضى في التسجيل، كما تم إعطاء جرعات من الدواء أقل بكثير للذين تطوعوا إذا كان لديهم جين «ApoE»، وهو طفرة تزيد خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، ويبدو أيضًا أنها تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الدماغ كآثار جانبية لهذا العقار. وحمل نحو ثلثي الذين شاركوا في الدراسات هذا الجين الشديد الخطورة.

ومع ذلك كشفت البيانات الجديدة التي أصبحت متوافرة بعد أن بدأ هؤلاء المرضى يتلقون دفعاتهم؛ أن الجرعات الأعلى قليلًا لا تزال آمنة ولم تسفر عن زيادة ملحوظة في الآثار الجانبية؛ لذلك تم إعطاء هؤلاء المرضى جرعات أعلى، لكن الكثيرين كانوا قد بدؤوا تناول جرعاتهم الجديدة للتو أو لم يبدؤوا في تناولها عندما حللت الشركة بياناتها عن النصف الأول من المرضى في الربيع الماضي.

وعندما تم التدقيق لأول مرة في النتائج الإيجابية في يونيو الماضي، ظهر أن المرضى الذين يتلقون جرعات أقل حظوا ببعض التحسينات في اختباراتهم الإدراكية أكثر من مجموعة الدواء الوهمي، لكن ليس بجودة تلك الموجودة في الجرعات الأعلى.

كما كان هناك بيانات أخرى تدعم التأثير الإيجابي للعقار على المرضى؛ فكجزء من الدراسة، أجرى جميع المتطوعين فحوصات الدماغ دوريًّا لقياس التغيرات في مقدار تراكم الأميلويد، كما تم اختبار السائل النخاعي لديهم بحثًا عن علامات على البروتين؛ حيث يبدأ المزيد من الأميلويد في التكتل معًا في الدماغ، وتميل مستويات البروتين المنتشرة في السائل الفقري إلى الانخفاض.

وقد أشارت هذه الاختبارات من جميع المشاركين في الدراسة، إلى أن الذين حصلوا على أعلى جرعات من الدواء يظهرون أيضًا انخفاضات في لويحات الأميلويد، ومستويات ثابتة من البروتين في السائل الشوكي، فأعطت هذه القراءات مزيدًا من الثقة بتأثير الدواء.

وحاليًّا تعمل الشركة مع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على إطلاق دراسة جديدة؛ حيث ستدعو جميع الذين شاركوا بالفعل لتلقي الدواء التجريبي الجديد دون وجود مجموعة للدواء الوهمي، لتوفر بذلك أملًا لمرضى ألزهايمر بعض سلسلة من الأخبار المحبطة.

وبحسب الخبراء، فإن هناك كثيرًا من الآثار المترتبة على هذه النتائج؛ ليس فقط لأولئك الذين تم تشخيصهم حاليًّا بمرض ألزهايمر المبكر، بل ولتجديد تجارب الوقاية من هذا المرض. وإذا تمت الموافقة على هذا الدواء، فإنه سيجعل مرض ألزهايمر حالة قابلة للعلاج.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa