نواجه باستمرار مشاكل تتعلق بوصف سوء السلوك كاضطراب، كما نواجه أيضًا حقيقة أن العديد من الأطباء وأرباب العمل والمدرسين وحتى الأصدقاء وأفراد الأسرة لا يفهمون هذا الاضطراب، ومن ثم فإننا نكافحه كأفراد وكآباء، وبالنسبة للآباء والأمهات فهناك مشكلة أخرى تتمثل في الحصول على مكان في المدرسة لطفلهم سيئ السلوك، وينطبق هذا أيضًا على طلاب الجامعات والبالغين.
ومؤخرًا أجرى فريق بحثي دراسة هامة حول مستويات معرفة المعلمين فيما يتعلق بهذا السلوك المعروف علميًّا بالميسوفونيا، وكيفية الوعي والاستجابة لها بين الأكاديميين، وحلال الدراسة قام الباحثون باستطلاع 686 مدربًا من طلاب ست جامعات بولاية فلوريدا الأمريكية؛ لاستكشاف معارفهم وتصوراتهم عن الميسوفونيا، وكذلك استعدادهم لجعل الفصول الدراسية بمثابة أماكن لإقامة الطلاب الذين يعانون من سوء السلوك، وعلى الرغم من أن هذه الدراسة خاصة بطلاب الجامعات، إلا أنها توفر إطارًا يمكن للباحثين من خلاله المساعدة في تقييم المعلمين عبر المدارس الابتدائية حتى الكلية، كما تمكن من تقييم معرفة المعلمين بالميسوفونيا وكذلك استعدادهم للتعامل معه.
وقد قدمت الدراسة للمشاركين تعريفًا لهذا الاضطراب، وطالبتهم بالإشارة إلى مدى معرفتهم بالميسوفونيا، وذكر تجاربهم السابقة مع الطلاب وأعراض الميسوفونيا ومواقفهم، وتم تقييم مواقف المشاركين تجاه الاضطراب من خلال مستويات اتفاقهم مع عبارات عامة، وبيانات حول استعدادهم الشخصي لتوفير أماكن لهؤلاء في الفصول الدراسية، بما يعني إمكانية تغيير سلوكي كمعلم إذا كان السلوك غير محتمل للطالب المصاب بهذا الاضطراب، ثم قام الباحثون بتحليل العلاقات بين معرفة المشاركين بهذا الاضطراب، وتجاربهم السابقة مع إفصاحات الطلاب ومواقفهم تجاه الميسوفونيا.
وبالنظر إلى عدم وجود اعتراف واسع النطاق بالميسوفونيا داخل المجتمع الطبي، فليس من المستغرب بالنسبة لمعظم المصابين والمحيطين بهم أن يجهلوا هذا الاضطراب؛ حيث إن أبلغ 18.4 في المائة فقط من المشاركين بمعرفة ما باضطراب سوء السلوك، كما أبلغ 2.3 في المائة عن أي تجربة شخصية، أما المعلمون الذين كانوا على دراية أو لديهم خبرة في الكشف عن الطلاب أكثر ميلًا إلى ذكر أن هذا الاضطراب يجب أن يؤخذ على محمل الجد.
وتقدم النتائج أدلة على الافتقار إلى التثقيف بشأن الميسوفونيا، التي أكدت الدراسة على أنه في الغالب أكثر العوائق الهائلة التي تحول دون النظر في التعاطف مع هؤلاء الأفراد وطرق التعامل معهم، والتي غالبًا ما تؤدي في المقابل إلى معاناتهم هم أيضًا من سوء المعاملة.