لطالما شك العلماء في أن القرفة يمكن أن تساعد في منع طفرات السكر في الدم والحماية من مقاومة الأنسولين، وهو عامل خطر لمرض السكري، ولكن كيف يحدث هذا الأمر بالضبط؟ سؤال ظلت إجابته بمثابة لغز، إلى أن كشف بحث مقدم خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية، عن وجود آلية محتملة لهذه الآثار، وتقديم الدعم لفكرة القرفة كقوة استقلابية، في وقت يعتقد فيه الباحثون أن فوائدها قد تتجاوز التحكم في نسبة السكر في الدم.
وأظهرت الأبحاث أن مرضى السكري من النوع الثاني، الذين تناولوا مكملات القرفة اليومية شهدوا انخفاضًا كبيرًا في نسبة السكر في الدم، وأشار الباحثون إلى أن بعض هذه الآثار استمرت حتى بعد توقف المشاركين عن تناول المكملات الغذائية، ما يشير إلى أن التغييرات الدائمة قد نشأت على المستوى الخلوي، ما جعل الباحثون يشكون في أن أحد البروتينات المسؤولة عن التعبير الجيني كان يتأثر بالقرفة.
وحسب الباحثون فإن هناك هرمون معروف يتم تنشيطه بواسطة أحد مضادات الأكسدة الموجودة، وتحتوي القرفة على مركبات مماثلة ولها تفاعلات متشابهة وأحيانًا أقوى مع البروتين، ما يوفر تفسيرًا ممكنًا لخصائصها المفيدة، وإذا كان هذا صحيحًا، فإنه يعني أن القرفة تفعل أكثر من مجرد خفض نسبة السكر في الدم، حيث تعمل على البروتين الذي يؤثر على استقلاب الشحوم، وتغيرات نمو الخلايا، والتعبير عن مجموعة متنوعة من الجينات.
كما وجدت الأبحاث السابقة أن الأشخاص الذين تناولوا 1 جرام يوميًّا من القرفة شهدوا انخفاضًا في نسبة السكر في الدم يمكن مقارنته بما يمكن توقعه من الأدوية الموصوفة، ويعتقد الخبراء أنه حتى الكميات الأصغر مثل تلك المستخدمة في الطبخ يمكن أن يكون لها فوائد أيضًا، فإذا تفاعلت القرفة مع هذا الإنزيم بالطريقة التي تحدث حولها الدراسة، فقد تكون مرتبطة بمكافحة الشيخوخة، مضادات الأكسدة، والكثير من الفوائد الصحية المهمة حقًّا، فيما يدرس الباحثون الآن تأثيرات القرفة على الخلايا الدهنية، ويأملون في توسيع أبحاثهم لتشمل خلايا العضلات والكبد أيضًا.
وبينما يوصي الخبراء بشراء القرفة الكاملة أو مكملاتها من شركة ذات سمعة طيبة، فإنهم يحذرون أيضًا من أن جرعات أعلى من المتوسط يمكن أن تؤدي إلى تفاقم وظائف الكبد للأشخاص الذين يعانون من تلف الكبد، وأن استخدام مكملات القرفة يجب أن تكون بعد استشارة الطبيب.