أعلنت شركة البحر الأحمر للتطوير، الشركة المطورة لأحد أكثر مشاريع السياحة المتجددة طموحًا في العالم، إبرامها لأكثر من 500 عقد حتى اليوم مع شركات محلية وعالمية بقيمة اجمالية 7.5 مليار ريال سعودي (2 مليار دولار أمريكي) شاملة عقود التصاميم، والبناء، والتشغيل لوحدات سكنية فاخرة ومرافق أخرى في موقع مشروع البحر الأحمر، مؤكدةً أن استقبال أول دفعة من الزوار سيكون بحلول نهاية عام 2022.
وفي هذا السياق، أوضح جون باجانو، الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير، أن المرحلة الحالية توضح نطاق المشروع والتقدم الملحوظ الذي حققته الشركة في عمليات تطوير وجهة المستقبل، مبينًا أن شركة البحر الأحمر للتطوير تساهم في النمو الاقتصادي للمملكة، كما تؤدي دورًا فعالًا في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لرؤية 2030.
رؤيتنا واقع
واستعرض باجانو أبرز التطورات التي حققها فريق العمل والشركاء لجعل الرؤية واقعًا ملموسًا، مبينًا أن الشركات السعودية حظيت بأكثر من 70% من القيمة الإجمالية لعقودها الممنوحة منذ انطلاقة شركة البحر الأحمر للتطوير في عام 2017؛ ما يؤكد التزام الشركة بدعم الاقتصاد المحلي، مشيرًا إلى أنه قد تم منح 500 عقدًا لشركات من 24 دولة؛ ما يسلط الضوء على النطاق العالمي للمشروع والذي يتطلب خبرات عالمية لتطوير هذه الوجهة الفريدة، مؤكدًا استمرار الأعمال في موقع المشروع لتطوير شبكة طرق بطول 80 كلم، لربط مناطق الوجهة ببعضها البعض من خلال الطرق السريعة والتقاطعات، بالإضافة إلى الأعمال التأسيسية للمطار الدولي الجديد.
وبين الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير، أن شركة أركيرودون تقوم ببناء الجسر الذي يربط الجزيرة الرئيسية، وهي جزيرة شُريرة، بالبر وبناء العديد من الأرصفة البحرية، فيما سلمت شركة أمانة السعودية، الدفعة الأولى من الوحدات الجاهزة التي يتم بناؤها في مصانع بمدينة رابغ، وسيتم تركيبها في مدينة الموظفين، إذ ستتسع هذه المدينة لنحو 14,000 موظف سيعملون على تشغيل الوجهة عند اكتمالها.
وأضاف باجانو، أن أعمال البناء في مدينة العمال التي تبلغ طاقتها الاستيعابية حوالي 10,000 عامل، تسير على نحو كما هو مخطط له، إذ تم الانتهاء من بناء 1,876 وحدة جاهزة خارج موقع المشروع؛ حيث تم تسليمها وتركيبها في مدينة العمال، مؤكدًا على انتهاء العمل في المشتل الزراعي الممتد على مساحة مليون متر مربع (100هكتار)، وتشغيله بالكامل، إذ من المتوقع أن يزود المشتل؛ الوجهة بحوالي 15مليون شتلة.
وفي شأن متصل، وقعت شركة البحر الأحمر للتطوير، وفي يوليو الماضي، أضخم عقد من حيث قيمته المالية مع تحالف مكون من شركتي (نسما وشركاهم للمقاولات المحدودة، والمباني العامة للمقاولات)، لتطوير البنية التحتية لمطار البحر الأحمر الدولي الذي سيتم افتتاحه في عام 2022، حيث يمثل هذا العقد قفزة نوعية في تطور المشروع، كما يعكس اهتمام شركة البحر الأحمر للتطوير وحرصها على توفير فرص للشركات العاملة في قطاع البناء السعودي.
لافتًا إلى أن شركة البحر الأحمر للتطوير، عقدت عددًا من الشراكات مع العديد الوزارات والمؤسسات العلمية والأكاديمية، حيث أثمرت الشراكة المنعقدة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) عن برنامج التخطيط المساحي البحري لتحديد المناطق البرية والبحرية المحمية في موقع المشروع، كما زوّد هذا البرنامج المخطط العام للمشروع بنسبة الحفظ البيئي المتوقعة والتي ستصل إلى 30% بحلول عام 2040 تماشيًّا مع التزام الشركة بوضع معايير جديدة للتنمية المستدامة.
الاستدامة وحدها لا تكفي
وتهدف شركة البحر الأحمر للتطوير الرائدة في السياحة البيئية، لأن تكون الوجهة الأولى عالميًا في تطبيق مبدأ السياحة المتجددة على هذا المستوى الكبير، إذ تعمل الشركة على تنفيذ خططها لإطلاق أكبر محمية بحرية في الشرق الأوسط، تمتد على مساحة نحو 5,400 متر مربع، كما تضع الشركة خططها لتطبيق عدد من الطرق المبتكرة لتحييد الكربون، وزيادة عدد الطحالب وأشجار المانجروف وموائلها في الوجهة، كما تحرص الشركة على استخدام مواد صديقة للبيئة في عمليات البناء ومنها الخرسانة الخضراء؛ لتقليل انبعاثات الكربون خلال مراحل تصنيعها التي تضم خطوات إضافية لضمان استدامتها.
وفي هذا الإطار، أكد جون باجانو الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير، أن عملية اختيار جميع شركائها تتم بعناية لتطبيق مبادئها في مجال الاستدامة والأعمال، أبرزها العلامات الفارقة في مشروع البحر الأحمر التزام الشركة بمفهوم التنمية المتجددة، كون الاستدامة وحدها لا تكفي، مشددًا على حرص الشركة على تحسين الوجهة للأجيال القادمة.
نظرة مستقبلية
وكشف جون باجانو، عن إرساء عقود لتشييد البُنية الأرضية للمطار، وتشغيل المطار، وحزمة المرافق للشراكات العامة والخاصة (PPP) بحلول نهاية عام 2020، التي ستعتمد بشكل كامل على الطاقة المتجددة بنسبة 100%، وعقود أخرى لتحلية المياه ومعالجة النفايات والتبريد. وتصل القيمة الإجمالية لهذه العقود حوالي 15 مليار ريال سعودي (4 مليارات دولار أمريكي).
وأكد جون باجانو، أن مشروع البحر الأحمر للتطوير حقق خطوات بارزة، ويجري العمل على قدم وساق لتحقيق جميع الأهداف المقررة للمشروع، موضحًا أن استقبال أول دفعة من الزوار سيكون عند افتتاح المطار الدولي وأول أربع فنادق في الوجهة بحلول نهاية عام 2022، ومن المقرر أن يتم افتتاح 12 فندقًا إضافيًا عند اكتمال المرحلة الأولى من المشروع التي ستوفر 3000 غرفة فندقية على 5 جزر ومنتجعين في البر الرئيس في عام 2023.