قالت خبيرة التغذية إيسا كوجاوسكي إن الكافيين يقوم بتحفيز الدماغ والحبل الشوكي في المقام الأول عن طريق تثبيط مستقبلات الأدينوزين، وهو ناقل عصبي، يُعرف أيضًا باسم رسول كيميائي تفرزه الخلايا العصبية. عندما يرتبط بمستقبلات معينة، يبطئ الأدينوزين النشاط العصبي ويجعل الشخص يشعر بالنعاس.
وتزداد مستويات الأدينوزين بشكل طبيعي في جسم الإنسان كلما طالت فترة استيقاظه وتنخفض أثناء الغفوة في الليل.
وأوضح الخبراء والدراسات العلمية، أن الكافيين يساعد الجسم من خلال عدة طرق كما يلي:
تقول كوجاوسكي إن الكافيين، بالإضافة إلى منع مستقبلات الأدينوزين، يعمل الكافيين أيضًا على تنشيط الغدة النخامية لإنتاج بعض الأدرينالين، الذي يُعرف الأدرينالين باسم هرمون "القتال أو الهروب"، كما أنه " يحاكي استجابة [جسم الإنسان] الطبيعية للتوتر، مما يزيد من مستويات انتباهه
وتابعت أن الكافيين "يحفز أيضًا بشكل غير مباشر إطلاق النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين وغابا". يمكن أن تساعد هذه النواقل العصبية "التي تعمل على تعزيز الشعور بالرضا" في الحفاظ على الانتباه والتركيز، مما يسهل التعامل مع قائمة المهام.
يمكن أن تحسن الجرعات المنخفضة من الكافيين الذاكرة والأداء المعرفي، والذي يمكن أن يكون بسبب قدرته على الارتباط بمستقبلات الأدينوزين، التي تعزز أيضًا تمدد الأوعية الدموية عبر مسارات أكسيد النيتريك لتدفق الدم إلى الجسم، بالإضافة إلى فوائده الوقائية للأعصاب، وفقًا لمراجعة علمية نشرتها دورية Nutrients عام 2021.
ولكن بحسب ما ورد في مراجعة 2021 العلمية في ملاحظات علم الأعصاب والسلوكيات، ربما تختلف تأثيرات الكافيين على الذاكرة اعتمادًا على التركيبة السكانية الفردية (أي العمر والجنس ومعدل استقلاب الكافيين) ونوع الذاكرة.
قالت اختصاصية التغذية إيلا دافار إن الكافيين يتميز بخصائص مضادة للأكسدة ذات فوائد متشابهة مع "فيتامين C وريسفيراترول"، حيث يساعد على الحماية من الجذور الحرة". ومن ثم فإن الكافيين كمادة مغذية نباتية المصدر، والتي غالبًا ما تخدم مضادات الأكسدة، يُفترض أن يكون مصدره مشتق من النباتات، على سبيل المثال، مستخلص كرز القهوة الكامل.
تساعد خصائص الكافيين المضادة للأكسدة في تعزيز الدفاعات المضادة للأكسدة (أي محاربة وموازنة الجذور الحرة)، والتي بدورها تعزز صحة الجسم بالكامل، وتمتد هذه الفوائد خارجيًا إلى الجلد، حيث يمكن لمضادات الأكسدة الكافيين (أي في التطبيقات الموضعية) أن تؤخر ظهور علامات الشيخوخة.
أوضحت اختصاصية التغذية بروفيسور أشلي جوردان فيريرا، أن "الكافيين يقوم في الواقع بالعديد من المهام نيابةً عنا عندما يتعلق الأمر بفوائد الدماغ. يوضح البحث قدراته متعددة الأبعاد للحفاظ على الانتباه وتحسين اليقظة وتعزيز حل المشكلات والإبداع وتغذية اليقظة العقلية، وحتى تحسين الحالة المزاجية."
يعتبر الكافيين حمض ergogenic محفز يمكنه رفع الروتين والطاقة البدنية والأداء. في هذا السياق، تشرح كوجاوسكي أن "الكافيين يُنشط الدوائر العصبية، وبالتالي إطلاق الأدرينالين"، مُضيفة أن تنشيط الدوائر العصبية يوسع الأوعية الدموية والممرات الهوائية، مما يزيد من تدفق الدم والأكسجين إلى العقل والعضلات. ويمكن أن يساعد هذا التأثير، إلى جانب التأثيرات المنشطة للكافيين، في تحسين الأداء الرياضي بشكل عام.
وفيما يخص الكمية المناسبة من الكافيين، إنه يُوصى بعدم استهلاك أكثر من 400 ملليغرام من الكافيين يوميًا، وفقًا لإدارة الغذاء والدواء FDA الأميركية، وهو ما يعادل حوالي أربعة أكواب سعة 8 أونصات من القهوة المخمرة. يمكن للأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الكافيين تناول كميات أقل، إذ تقول بروفيسور فيريرا إنه "على الرغم من أن 400 ملليغرام قد أثبتت سلامة البالغين الأصحاء بفضل البحث العلمي، فإن 200 إلى 300 ملليغرام هي حد يومي أكثر تحفظًا وتعتبر كمية مناسبة للنساء الحوامل أو اللواتي يحاولن الحمل".
وأشارت كوجاوسكي إلى أن تأثير الكافيين يزول تمامًا خلال ما يصل إلى 10 ساعات، لذلك يجب التوقف عن تناوله قبل النوم بـ 10 ساعات على الأقل. ويجب محاولة تقليل تناول الكافيين إذا بدأ الشخص في الشعور بعدم الارتياح أو القلق أو عدم الراحة الجسدية في الرأس أو الصدر، لأنها ربما تكون إشارة من الجسم بأنه تم استهلاك الكثير من الكافيين.
وحذرت كوجاوسكي من تناول كميات كبيرة من الكافيين على المدى الطويل، والتي يمكن أن تؤدي بمرور الوقت إلى إفساد مواعيد أو جودة النوم. كما يمكن أن تؤثر الكميات الزائدة من الكافيين أيضًا على المعدة والقلب والجهاز العصبي، لذا فإنه يجب الاعتدال في تناول الكافيين في أي شكل سواء كمحتوى في مشروب أو طعام أو مكمل غذائي.