أوصى عددٌ من الإخصائيين الاجتماعيين بضرورة جعل الإدارة المالية مهارة مكتسبة للأبناء من الآباء، وجعلهم شركاء في قضاء احتياجات الأسرة في شراء المنتجات.
كما أوضحوا أنّ كثيرًا من الأبناء يميلون إلى إرضاء رغباتهم أكثر من عقولهم، في جانب الصرف المالي لعوامل قد تكون نفسية وأخرى اجتماعية.
وقدّموا عددًا من الإيضاحات حول مكافأة الأطفال عند القيام ببعض السلوكيات الإيجابية وعن كون هذه الطرق قد تكون سلبية في المستقبل.
وجاء ذلك ضمن برنامج «بيوت مطمئنة»، إحدى المبادرات الخيرية لأوقاف الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي، والذي يبث عبر إذاعة UFM الإخبارية، وحساب الأوقاف في منصة «تويتر».
وقدّم المختص في السلوكيات الاجتماعية الدكتور محمد الحاجي، ثلاث طرق قال إنها مهمة لتثقيف الأبناء ماليًا، وهي: مشاهدة سلوكيات الوالدين في التخطيط والترشيد السليم، والتحدّث إليهم وشرح مفاهيم الاستهلاك والادخار بقصص مُسليّة ولغة مفهومة، وأخيرًا بإعطائهم تمارين وأنشطة وفعاليات مالية.
وشاركه مدير مركز بيت الخبرة للبحوث والدراسات الاجتماعية، الدكتور خالد الحليبي، بقوله: من خلال بحث في المملكة العربية السعودية؛ تبيّن أن كثيرًا من الشباب يميلون إلى إرضاء رغباتهم أكثر من عقولهم في جانب الصرف المالي، وقد يكون هناك أسباب كثيرة بعضها نفسية مثل: لماذا لا أكون مثل غيري.. ويبدأ في المقارنات، أو أخرى اجتماعية أو عوامل مادية تعوّد عليها منذ طفولته.
وتحدّث الاختصاصي النفسي الإكلينيكي أسامة الجامع، عن ضرورة أن تكون الإدارة المالية للأسرة بمثابة مهارة تعلّم مكتسب للأبناء من الآباء، وتحديدًا فيما يخص الشراء أو الادخار أو الحاجة وليس الركض دون وجود هدف واضح.
وأضاف: عندما أجعل الطفل يشاركني شراء منتج، سيعلم قيمة ذلك، وسيعلم بأنه يتطلّب جمع مبلغ مالي، ويستغرق الوقت والجهد وليس بالأمر الهيّن.
وتابع: أدعو كل أب أن يجعل من المال قيمة عند الأبناء، ويجعلهم يمارسون عملية الادخار أو يكون هناك مصروف شهري للأبناء لكي يمارسوا التوعية الثقافية المهمة؛ فالسياسة المالية للأسرة من الادخار أو مشاركة شراء منتج تعتبر عاملًا مؤثرًا للأبناء في صناعة ثقافة الإدارة المالية.
ولفت إلى أنه إذا أراد الوالدان تحفيز أبنائهم على سلوكيات إيجابية معينة فيبدأون بإعطائهم المال أو الألعاب وتصبح مع مرور الزمن واستخدامها بشكل مستمر ليس لها نفع أو قيمة، وسقف المطالبات يزداد.
وأوصى الجامع الآباء والأمهات بضرورة عدم إعطاء الطفل المال مقابل قيامه بالسلوكيات الإيجابية، مثل حل الواجبات، والصلاة، واحترام الكبير، وقول الكلمات الطيبّة، وأكّد بقوله: هذه السلوكيات الإيجابية يجب أن تُعامل بحزم؛ باعتبار أنها مهمة ومطلوبة منه، كالأكل والنوم وحل الواجبات، ويجب أن يُدرب بأن الوالدين مسؤولان عن إدارة دفّة المنزل.
وأوضح في نهاية حديثه، أنه إذا كانت هناك مسائل كبيرة، مثلًا التخرّج من المدرسة بعلامات عالية، فأقترح أن يُكافأ الطفل ويُحفّز، ولكن بشكل غير مباشر، وخاصة للأحداث الكبيرة جدًا، وهنا سيشعر الطفل بأهمية العمل الذي عمله، وسيساهم ذلك في تعزيز السلوك الإيجابي الذي قام به واستحق المكافأة على إثره.