تنتظر هذه المقابلة بفارغ الصبر بعد أن أقنعت نفسك أنه يجب عليك الحصول على هذه الوظيفة، وفي اليوم الموعود تستيقظ باكراً وتفعل كل ما من شأنه أن يمنحك الراحة، ولكن بمجرد أن تخرج من باب منزلك متجهاً إلى واجهتك تبدأ الأفكار الرهيبة والأسئلة الحائرة في التدافع على عقلك: هل أنا حقًا جيد بما فيه الكفاية لهذا المنصب؟ من هم المرشحون الآخرون؟ وكم عددهم؟ من سيكون في اللجنة؟ وماذا لو كانوا لا يحبونني؟ ماذا لو قلت شيئاً غبياً؟
حسب علماء النفس، فإن الخوف الذي يحدث عندما يتم تقييمنا من قبل الآخرين هو في الواقع طبيعي تماماً، ومع ذلك فإن عملية المقابلة تضخم هذا الخوف إلى حد ما، ولكن هذا لا يجب أن يبدو أو أن يكون عليه الحال، ولذلك يضع الخبراء ست نصائح مدعومة تجريبياً لإنجاح تلك المقابلة، إلى جانب بعض الإرشادات للتعامل مع الرفض في مرحلة ما أو أخرى خلال حياتنا.
1- كن دافئاً: بقدر ما يبدو الأمر سخيفاً، يفضل الناس تلقائياً أولئك الذين نراهم دافئين بدلاً من أولئك الذين نراهم باردين، والشخص الدافئ يبتسم ويتفق مع الآخرين ويكملهم ويريحهم، وهذه كلها خصائص مرغوبة وتؤدي جميعها إلى تقييمات إيجابية من الآخرين (حتى في كثير من الأحيان على مستوى اللاوعي)، وبالتأكيد قد يكون بعض الأشخاص بشكل طبيعي أكثر دفئًا من الآخرين، ومن المؤكد أنك لا ترغب في تزوير أي شيء، ولكن إذا كان لديك شعور بالدفء في شخصيتك، فيجب تضخيمه خلال المقابلة.
2- الصفات المرغوبة: الضمير هو دائماً من أكثر الصفات المرغوبة لدى الموظفين، فالأشخاص الذين يتسمون بضمير حي يتغلبون على المواعيد النهائية وينهون المهمة، وفي حين أن هناك طرقاً مختلفة لإظهار الضمير في مقابلتك، إلا أن الأعمال التحضيرية يمكن أن تعرض هذه الصفة حقاً، فتعرف على كل من ستلتقي بهم مع طباعة صفحات الويب بمعلومات حول كل منهم، واكتشف أكبر قدر من المعلومات حول القسم الذي ستجري مقابلات معه، بما في ذلك أي مهمة أو بيان رؤية ومعلومات حول قيادة وموظفي الإدارات، وتعرف على كيفية توافق الإدارة مع الأهداف الأوسع للمؤسسة، وكن خبيراً في كل هذه الأمور، وأحضر المواد المطبوعة بطريقة منظمة ومقدمة جيداً حتى تعرف أنك تهتم بعملك.
3- انتزاع الثقة: بالتأكيد يمكن أن تكون الغطرسة جميلة، لكن الثقة بالنفس ذات الطراز القديم عادة ما تكون جذابة للغاية، لا سيما في مكان العمل، فالموظف الواثق يعطي الانطباع بأنه أهل للثقة، وخلال المقابلة أوضح أنه يمكنك التعامل مع أي شيء وكل شيء قد يتبع تولي الوظيفة.
4- كن مستعداً لوصف أخطائك: هناك بعض الأسئلة الشائعة في مقابلة، مثل: صف أكبر فشل لديك؟ كيف يمكن لزملائك الحاليين وصفك؟ أو وصف سمة متعلقة بالعمل لديك؟ صف المنطقة التي تحتاج إلى عمل فيها؟ وما إلى ذلك، وفي الغالب يكون لمجموع أسئلة المقابلة شخصية هدف معين لمعرفة حقائق حول المرشح، ولذلك ينصح الخبراء بإعداد وتطوير سرد استباقي لمعالجة هذه الأسئلة، ففكر في بعض النتائج السلبية المتعلقة بالعمل التي واجهتها، وقم بمعالجتها وتطوير سرد لها بما في ذلك ما تعلمته منها، فلا أحد كامل، ولا تقلق بشأن إمكانية الاضطرار إلى إسقاط بعض المعلومات السلبية عن ماضيك، فقط ركز على الطريقة التي ساعدت بها التجربة في أن تصبح أفضل.
5- حدد أمثلة واضحة: لا تضع الإجابات العامة، فكلما كان محتوى الاستجابة أكثر تحديداً، كان ذلك أفضل، كما أن أفضل طريقة للقيام بذلك هي إعطاء أمثلة محددة حية من تجاربك، وأياً كانت التفاصيل ضعها أمام الجميع على الطاولة، فعندما يتعلق الأمر برواية قصة عملك، كلما كان ذلك أكثر تحديداً، بدا أنك قمت بذلك بالفعل.
6- كن مراعياً لجداول الآخرين: افترض أن كل شخص يقوم بإجراء مقابلة معك لديه مئات المهام الأخرى، قد لا يكون هذا الافتراض صحيحاً فحسب، ولكن التمسك بهذا الافتراض سيساعد في التأكد من معاملتك للآخرين بنوع من الاحترام.
ولكن ماذا لو رفضت؟
بغض النظر عن مدى روعتك، فلن تنجح دائماً، وإذا تم رفضك بعد مقابلة عمل فليست هذه نهاية العالم، كما قد لا تكون انعكاساً لك، والحقيقة هي أن هناك عدداً غير محدود من الأسباب التي قد تؤدي للرفض، واستناداً إلى العملية السرية التي تحيط دائماً بالبحث عن وظيفة من المحتمل ألا تعرف أبداً ما هو سبب رفضك، وقد يكون السبب ضمن احتمالات منها: أن هناك طنًا من المتقدمين والمقابلات، كان هناك مرشح داخلي كان سيحصل على الوظيفة مهما كان، لم يعجب أحد أعضاء اللجنة الكلمة التي استخدمتها، أو تصفيفة شعرك، أو ملابسك ، أو أي شيء ...
فلا تخاف من الفشل، فهو يحدث للجميع، وكلما حاولت نجحت، ولكن تذكر أنه طالما حصلت على مقابلة، فلا بد أنك فعلت شيئاً صحيحاً، ولكن تذكر أن حصولك على هذه المقابلة لا يعني حصولك على عرض عمل، كما أن هناك دائماً ظروفاً وراء الكواليس، ولكنك طالما كنت مجتهداً ومهنياً تجيد مهارتك فسوف تتاح لك فرصة جيدة عاجلاً أو آجلاً، وإذا لم تحصل على الوظيفة فلا تقلق كثيراً بسبب ذلك، فقط تعلم شيئاً من التجربة وامضِ قدماً.