جاء اسم «محمد»، ضمن قائمة الـ20 اسمًا الأكثر شهرة في فرنسا، بعد إلى إطلاقه على نحو 2500 طفل وُلِدوا عام 2019 في البلاد، وقالت صحيفة «لوباريزيان»: إذا اخترنا الاسم الأكثر بروزًا في قائمة الأسماء الأكثر شهرة في فرنسا عام 2019، فهو محمد، أولاً لأنه ظهر لأول مرة في قائمة العشرين، ولأنه يعكس الصدى الثقافي أو التاريخي لأحد الديانات الثلاثة.
وقالت الخبيرة في الأسماء الرسمية، ستيفاني رابوبورت: «ليست مفاجأة على الإطلاق، لأنه بالنظر إلى تطوُّر هذا الاسم، كان من المنطقي أن يكون هو المفضل لدى الأولاد.. السبب بسيط للغاية، وهو ديني وثقافي بحت.. داخل العائلات المسلمة، من المعتاد اختيار اسم النبي لأول ولد في الأسرة، كما أنَّ اسم محمد هو أيضًا الأكثر شهرة للأولاد حول العالم، وبالنسبة للفتيات، إنها ماري وصيغها اللغوية المختلفة مثل ماريا للعائلات الناطقة بالإسبانية».
وأشارت إلى أنَّ هذا العام، وصل عدد من أطلق عليهم اسم محمد في فرنسا 2500 مولود، للعائلات التي تعتنق الدين الإسلامي، وشهدت الأسماء تطورًا في فرنسا وفقًا للأحداث التي مرَّت بها البلاد، فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، سمي 10-15%، الأطفال جون وماري، وبعد تأسيس الجمهورية الفرنسية الخامسة، 1958، أصبح المواطنون معتزين بفرنسيتهم، ما دعاهم إلى تسمية أبنائهم فرنسوا وفرنسواز للفتيات.
وفي حقبة الستينيات، ظهرت أسماء فيليب بقوة، نسبة إلى فيليب بيتان القائد العسكري الذي انتصر على الألمان، في الحرب العالمية الثانية، فيما اشتهر بين أسماء الفتيات اسم بريجيت، وفي السبعينيات اشتهر بين الفتيات أسماء سيندريون، وستيفان للصبيان والفتيات.
وفي بداية التسعينيات حتى مطلع عام 2000، ظلّ اسم كيفين لفترة طويلة متربعًا على عرش الأسماء الأكثر شهرة؛ حيث استلهم الفرنسيون أسماء أبنائهم من تلك ذات النطق والطابع الأمريكي بسبب الأفلام، ومنذ مطلع 2000 حتى 2011 ظل اسما ليساندرو وجوليا الأكثر انتشارًا، كما استمر اسم جبريل ولويز الأشهر في فرنسا من 2011 حتى 2017.
وتعد فرنسا أحد الدول الأوروبية التي يعيش على أراضيها عدد كبير من المسلمين، لكن ليس هناك معلومات أو أرقام حول عددهم الحقيقي، حيث يحظر القانون الفرنسي تحديد المواطنين على اعتبار الدين.
وتعطي الأرقام الصادرة عام 2008، والمعهد الوطني للدراسات الديموجرافية (INED) متوسطًا افتراضيًا مفاده أن عدد المسلمين في فرنسا يبلغ 2.4 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و 60 عامًا، فيما كشف استطلاع أجراه معهد «إيفوب» أن عددهم بين 3 و 4 ملايين.
لكن بحسب قناة «فرانس إنفو» لا يمكن لأي من هذه الأرقام أن تكون دقيقة ولا يمكن الاعتماد عليها؛ لأنها تعدّ إجابة جزئية عن سؤال: كم عدد المسلمين في فرنسا؟
وتوضّح القناة أنه في الواقع، ما الذي يعنيه بالضبط أن تكون مسلمًا؟ هل نتحدث عن الدين أم الثقافة؟ أم على المسلمين الملتزمين.
وأكّدت أنه بحسب استطلاع «إيفوب» الذي شمل 1029 شخصًا من «أتباع هذه الديانة أو من هم ذو أصول إسلامية»، خالفت بعض نتائجه التوقعات، فالذين يقبلون على العلاج من قبل الجنس الآخر وصل عددهم إلى (97% من الرجال، و85% من النساء)، كما أنَّ المسلمين الذين يؤمنون بأنَّ المعتقد مسألة خاصة (84%).
وبالنسبة لموضوع ارتداء الحجاب، أظهر الاستطلاع أنَّ 70% من النساء أكدن على ضرورة ارتداء الحجاب مقابل 58% من الرجال، ورأى 67% من المستطلعين أنَّ تمسكهم بالطعام الحلال والحجاب ليس بالضرورة ناتج عن التزامهم دينيًا بقدر ما هو حق أساسي، فيما يعتبر 60% منهم أنه يجب السماح بارتداء الحجاب في المدارس.
الدراسة تشير أيضًا إلى أنَّ ثلث المسلمين فقط يرتادون المساجد، وأنَّ 68% منهم لا يعترفون بالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي أسسته الدولة، وأقل من ثلث المستطلعة آراؤهم (29%) يعتقدون أن الشريعة الإسلامية أكثر أهمية من قانون الجمهورية الفرنسية.