كشفت صور أقمار صناعية عن انهيار جرف جليدي ضخم في شرق القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، بعد أيام من درجات حرارة قياسية سجّلتها المنطقة نتيجة تغير المناخ.
وأوضح علماء إن الجرف الجليدي «كونغر»، الذي تبلغ مساحته التقريبية 1200 كيلومتر مربع أي بحجم مدينة روما تقريبًا، انهار في 15 مارس.
وكانت شرق القارة القطبية الجنوبية شهدت درجات حرارة عالية بشكل غير عادي، حيث سجّلت محطة كونكورديا درجة حرارة قياسية بلغت -11.8 درجة مئوية في 18 مارس، أي أكثر دفئًا بـ 40 درجة مئوية من المعايير الموسمية.
وأوضحت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن درجات الحرارة القياسية كانت نتيجة ضغط جوي مرتفع فوق القارة، مبينة أن الجروف الجليدية هي امتدادات للصفائح الجليدية التي تطفو فوق المحيط، وتلعب دورًا مهمًا في كبح الجليد الداخلي، ومن دونها، يتدفّق الجليد بشكل أسرع إلى المحيط، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر.
وأشارت كاثرين كوليلو ووكر، عالمة الأرض والكواكب في وكالة ناسا، ومعهد «وودز هول» لعلوم المحيطات، إلى أنه على الرغم من أن الجرف الجليدي كونغر صغير نسبيًا (مقارنة بقطع جليدية أخرى)، «إلا أنه أحد أهم أحداث الانهيار في القارة القطبية الجنوبية منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين».
وتابعت: «لن يكون لهذا الانهيار تأثيرات ضخمة، على الأرجح، لكنه دليل على ما قد يحصل لاحقًا»، مؤكدة أن الجرف الجليدي في «كونجر» كان يتقلص منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولكن بشكل تدريجي حتى بداية عام 2020.