على الرغم من أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساعد على تقوية القلب وتقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل، فإن الجهد المضني يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة القلبية المفاجئة، وينطبق هذا بشكل خاص على الأشخاص المعرضين بالفعل لخطر أعلى من المعتاد، إما بسبب نمط الحياة أو العوامل الوراثية، وبينما يعتقد بأن الشباب والأصحاء أقل عرضة للإصابة بمشاكل في القلب أثناء ممارسة الرياضة، لكن الخبراء يؤكدون أن الأمر بالرغم من ذلك يبدو ممكنًا.
وقد وجدت دراسة نشرت عام 2013 في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب، أن 136 من أصل 849 حالة اعتلال مفاجئ للقلب حدثت في الأماكن المغلقة خلال 12 عامًا، كما وجدت أن الأشخاص الذين عانوا من السكتة القلبية في مرافق التمارين التقليدية كان لديهم معدل البقاء على قيد الحياة بنسبة 56 في المائة، مقارنة بنسبة 45 في المائة فقط للأشخاص الذين كانوا في مرافق التمارين غير التقليدية، و34 في المائة لأولئك في الأماكن العامة الأخرى.
كما لاحظت الدراسة أن حالات الإصابة بالدرن السرطاني كانت أكثر انتشارًا في مراكز اللياقة البدنية مقارنة بالمواقع الأخرى، وبالرغم من ذلك يشدد الخبراء على أن التمارين البدنية لا تزال واحدة من أفضل الطرق لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب بشكل عام، وعلى الرغم من أن السكتة القلبية التي تحدثها التمارين الرياضية يمكن أن تحدث لأي شخص، فإن معدلات الإصابة بين الشباب والأصحاء تظل منخفضة للغاية.
وحتى عندما يحدث ذلك، تكون النتائج أفضل في كثير من الأحيان، وفي دراسة نشرت عام 2013 من المجلة الأوروبية للقلب، نجا 46 في المائة من ضحايا السكتة القلبية المرتبطة بالتمرينات، مقارنة مع 17 في المائة فقط من الضحايا الذين لم يكن توقف القلب لديهم مرتبطًا بالتمارين، والرسالة التي يوصي بها الخبراء هنا هي أننا نحتاج إلى معرفة عوامل الخطر الخاصة بنا لأمراض القلب والأوعية الدموية، وأن نتعامل مع تلك العوامل من قبل طبيب موثوق به، فالتمرين بشكل عام شيء جيد، لكن لا يمكننا دائمًا التنبؤ بما قد يسببه للقلب في كل حالة علي حدة.