بعد شهرين على أول عملية لزراعة قلب خنزير في جسد بشري، توفي المريض الذي أجريت له العملية، وفقًا لما أعلن اليوم الأربعاء مستشفى ماريلاند في الولايات المتحدة؛ حيث أجريت الجراحة.
ولم يذكر الأطباء السبب الدقيق لوفاة ديفيد بينيت (57 عامًا) يوم الثلاثاء في المركز الطبي بمستشفى جامعة ميريلاند. واكتفوا بالقول إن حالته بدأت في التدهور قبل عدة أيام.
وأشاد نجل بينيت بالمستشفى لقيامها بالعملية، قائلًا: إن الأسرة تأمل في أن تساعد في بذل المزيد من الجهود لإنهاء نقص الأعضاء.
وسعى الأطباء لعقود إلى استخدام أعضاء حيوانية في عمليات زرع لإنقاذ حياة البشر. وكان بينيت، وهو عامل من ولاية ماريلاند، مرشحًا لهذه المحاولة الجديدة فقط؛ لأنه كان يواجه موتًا محققًا - وغير المؤهل لعملية زراعة قلب بشري، طريح الفراش وعلى أجهزة الإبقاء على قيد الحياة.
وشهد العالم سابقًا تجارب على عمليات زرع لأعضاء حيوانية في جسم بشري، غير أن المرضى كانوا يموتون على الفور.
ومن الجوانب الأساسية في العملية الأمريكية أن الخنزير الذي استُخرج منه العضو المزروع كان حيوانًا معدلًا وراثيًا، لا سيما لإزالة البروتينات التي يمكن أن تسبب الرفض الفوري لعضو غير بشري.
وأشار بيان لمستشفيات جامعة ميريلاند إلى أن فكرة زرع أعضاء حيوانية كانت قد جربت في الثمانينيات على طفلة تدعى ستيفاني فاي بوكلير، من خلال زرع قلب قرد لها، لكنها توفيت بعد 20 يومًا؛ بسبب رفض الجهاز المناعي للقلب الغريب.
وفي السنوات اللاحقة، أظهرت فكرة تركيب صمامات قلبية من الخنازير نجاحا وأصبحت أكثر قابلية، وكان التحدي هو الحفاظ على عمل هذا العضو لفترة طويلة من الزمن، وهو ما كان محور نجاح تجارب محيي الدين، الذي وجد ضالته في قرود البابون التي تتشابه مع الإنسان.
وكانت الحيلة لإنجاح عمليات زرع الأعضاء هي ترويض الاستجابة المناعية بدرجة كافية؛ بحيث يتعرف جسم الإنسان على عضو المتبرع ويقبله، دون كبت الجهاز المناعي بشكل يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.