أكدت دراسة علميّة حديثة أن التقاعد المبكر قبل سن الستين قد يسرّع الخرف، نظرًا لأن الشخص لم يعد يستخدم عقله بنفس القدر الذي كان عليه أثناء انخراطه في العمل.
الدراسة الأمريكية أوضحت أنه قد يؤدي تلقي استحقاقات التقاعد مبكرًا إلى حدوث تدهور معرفي، كما أن هناك أنشطة تساعد كبار السن على استقرار الصحة العقلية.
أشارت إلى أنه في حين يبدو التقاعد المبكر بمثابة حلم لمعظمنا، لكنه في الوقت ذاته قد يزيد من خطر الإصابة بالخرف، حيث وجدت الدراسة التي أجريت على العديد من الأشخاص في مناطق ريفية في الصين، أن الأشخاص الذين يتوقفون عن العمل قبل سن الستين سنة يعانون من تدهور إدراكي أكثر حدة من أقرانهم.
يعتقد الباحثون أن أدمغة معظم الناس يتم تحفيزها بشكل أكبر أثناء العمل والتواصل الاجتماعي في المكتب أو بيئة العمل، لذا يوصي الخبراء الناس بممارسة ألعاب الكلمات والقراءة أثناء التقاعد، للبقاء نشطين عقليًا، ومنعا لتفاقم المشكلات الإدراكية.
استعانت الدراسة التي نُشرت في مجلة السلوك الاقتصادي والتنظيم الأمريكية، ببيانات من مخطط المعاشات التقاعدية الريفية الوطنية في الصين (NRPS)، وجرى الكشف عن عوامل نمط الحياة الـ 12 التي تزيد من خطر الإصابة بالخرف، بحسب "ديلي ميل".
وقال مؤلف الدراسة بلامين نيكولوف، أستاذ الاقتصاد المساعد بجامعة بينجهامتون، وجامعة ولاية نيويورك (SUNY) في نيويورك، إنه جرى "تقديم البرنامج بسبب الزيادة السريعة في شيخوخة السكان في الصين، وفي محاولة للتخفيف من حدة الفقر في سن الشيخوخة".
وذكرت الدراسة أنه قد تكون المشاركة الاجتماعية والترابط الأسري أقوى العوامل الفردية لتقوية الأداء المعرفي في سن الشيخوخة.
الخرف مصطلح شامل يستخدم لوصف مجموعة من الاضطرابات العصبية التقدمية (تلك التي تؤثر على الدماغ) والتي تؤثر على الذاكرة والتفكير والسلوك، وهناك أنواع عديدة من الخَرَف، أكثرها شيوعًا مرض ألزهايمر، حيث يصيب ما بين 50 و75% من المصابين، كما يعد الخرف مصدر قلق عالمي، لكنه يظهر غالبًا في البلدان الأكثر ثراءً، حيث من المرجح أن يعيش الناس في سن الشيخوخة.
وذكرت جمعية الألزهايمر أنه حاليًا لا يوجد علاج للخرف، لكن الأدوية الجديدة يمكن أن تبطّئ من تقدمه، وكلما تم اكتشافه مبكرًا يمكن أن تكون العلاجات أكثر فعالية.