وضع العالم مايلز دافنبورت، من جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، تنبؤا، قبل نحو نصف عام، اعتمادا على نتائج تجارب لقاحات كورونا، قدر فيها، أن الأشخاص الذين حصلوا على اللقاحات سيفقدون نصف الأجسام المضادة التي حصلوا عليها خلال 108 أيام.
وبهذا فإن نسبة الحماية للقاحات التي كانت فعاليتها 90%، قد تصبح فعاليتها 70% بعد 6 أو 7 أشهر، وفق تقرير نشرته مجلة نيتشر العلمية؛ حيث يقول دافنبورت إنه رغم الارتباك الذي حصل إلا أن غالبية التنبؤات قد تحققت.
وقد وثقت الدراسات المناعية، تراجعًا ثابتًا في مستويات الأجسام المضادة بين الأفراد الذين حصلوا على اللقاح، ما يعني ارتفاع احتمالية الإصابة بالعدوى؛ حيث تظهر الأرقام الصادرة من إسرائيل وبريطانيا ودول مختلفة أن لقاحات بدأت بفقدان قوتها وتحصينها للأجسام، وهذه التوقعات من دون احتساب خطر دلتا الأسرع انتشارا.
ويشير التقرير إلى أنه من الواضح «أن الأجسام المضادة التي يولدها اللقاح تؤدي عملا غير كفؤ في التعرف على سلالات كوفيد 19»، ولكنه لا يزال من غير الواضح إلى أي درجة تتلاشى ضمانات أو كفاءة اللقاح في الحماية من الإصابة بالمرض أو آثاره القوية.
ومع احتدام النقاش حول الجرعات المعززة، أعلنت بعض الدول مثل بريطانيا تعزيز الجرعات لمن هم فوق الـ50 عاما للحصول على جرعة ثالثة، وأعلنت الولايات المتحدة توصيات لجنة متخصصة بإعطاء جرعات معززة لكبار السن ومن لديهم أمراض مستعصية وللعاملين في القطاعات الصحية.
وقالت نيكول دوريا روز، متخصصة في علم المناعة في المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، إن «الحصانة ربما تلاشت ولكنها لم تتضاءل بشكل متساوٍ».
وأضافت أن الأجسام المضادة ربما لا تتمتع بقدرتها على اعتراض الفيروسات قبل أن تتسلل إلى الخلايا بقدرة كبيرة، كما كانت في الأيام الأولى التي تلي اللقاح، مشيرة إلى أن جميع اللقاحات تعمل بالآلية ذاتها.
بينما قالت جينفير جومرمان، أخصائية المناعة في جامعة تورنتو في كندا، «الاستجابة المناعية هي ما سيحميك من المرض»، إذ تنتشر الأجسام المضادة بسرعة كبيرة بعد الحصول على اللقاح، إضافة إلى دمغ شكل الفيروس في ذاكرة الخلايا التائية التي ستهاجم الفيروس والخلايا المصابة باعتباره خط الدفاع الأول في الجسم.
ولكن العلماء وجدوا أن تقليل معدلات الإصابة يساهم بشكل كبير في كسر حلقة انتقال الفيروس، وبالتالي تقليل حالات الإصابة الشديدة وتخفيف خطر الوفاة، بحسب ما قال العالم فيودور كوندرأشوف، عالم الوراثة في معهد العلوم والتنكولوجيا النمساوي.
ويضيف أن قياسات «نمذجة» انتقال الفيروسات من المرجح أنها تظهر عندما لا يتم التحكم في انتقالها، ولهذا فإن تلقيح المزيد من الناس، هو التدخل الوحيد الأكثر فاعلية للحفاظ على معدلات انتقال منخفضة.
اقرأ أيضًا: