أكّد المستشار الأسري الدكتور جاسم المطوع، أن هرمونات الجسم لدى الرجل والمرأة تبدأ في التغيّر بعد دخول سِن الأربعين من العمر؛ ما ينعكس على النواحي النفسية والفكرية والصحية، لافتًا إلى أهمية العناية بهذه المرحلة العمرية.
جاء ذلك خلال لقائه في برنامج (بيوت مطمئنة) في نسخته الثانية، والذي يأتي ضمن مبادرات أوقاف الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية.
وقال المطوع: إن الرجال والنساء بمجرد بلوغ الأربعين يبدؤون التفكير في الماضي، وعما فعلوا في دنياهم، وهل تحقّقت طموحاتهم.. وإلى متى أضحّي لأجل أولادي وزواجي؟ وهذه تُعتبر أسئلة نفسية ووجودية.
وأضاف: أما على الجانب الصحي ومع الوصول إلى الأربعينات والخمسينات من العمر فتبدأ هرمونات الجسم بالتغيّر لكل من الرجل والمرأة من النواحي النفسية والفكرية والصحية، ومن المهم جدًا الاهتمام كثيرًا بهذه المرحلة العمرية؛ لتكون إيجابية لا سلبية.
وتابع المطوع: تظهر الأمراض في الرجال والنساء بعد سن التقاعد؛ لأن الإنسان يتوقّف فجأة عن العمل والانجاز والعطاء، لذلك يجب على كل مُقبل على التقاعد أن يستعد لهذه المرحلة قبل 5 سنوات من حدوثها، ببدء مشروع تجاري ويجرّب نفسه، وقد لا ينجح ويجد أمامه فرصة للبحث عن البديل قبل سن التقاعد، وبذلك يضمن تهيئة كاملة لنفسه بعد سن التقاعد.
وذكر المطوع أن هناك عدة نقاط يجب أن يعيها الشخص قبل سن التقاعد، وهي أن هذه المرحلة تُعتبر جديدة ولها معاملة خاصة، قائلًا: أنصح من هم في سن الثلاثينات بقراءة الكتب والمقالات وحضور الدورات ومتابعة البرامج الهادفة مع الاستعداد للمرحلة العمرية المقبلة.
وأضاف: أما المرحلة التالية فهي كيفية التعامل مع هذه السن التقاعدي، وتُعتبر مرحلة الشكر؛ مستشهدًا بالآية الكريمة: (حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَللَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
وأردف: ما ذكرناه دليل على أن المرحلة العمرية الأربعينية الماضية كنت في نِعم وتحتاج إلى الشكر، ويتطلّب أن أكثر من العبادات والشكر في المرحلة المقبلة، وأن أجعل خبرة الحياة أشبه ما يكون بمنارة وخير لغيري، وأن أضع بصمة في حياة غيري.
وعن تحديد بداية ونهاية ما يُسمى بأزمة منتصف العمر، قال المطوع: من الصعب تحديدها، ولكن الغالب في الأربعينات من العمر، وقد تتأخر إلى مرحلة الخمسينات، باعتبار أن منتصف الأعمار اليوم من السبعين إلى الثمانين.
وواصل المطوع حديثه عن (أزمة منتصف العمر)، بقوله: أول خروج لهذا المصطلح كان عام 1965م، أي قبل 55 عامًا تقريبًا، وحظي بترويج كبير من وسائل الإعلام المختلفة من خلال المسلسلات والأفلام حتى أصبح تخصّص يُدرّس في علم النفس، وأصبح سائدًا عند الكثير، لكن ليس بالضرورة أن يعيش الجميع هذه الأزمة أو يُعاني منها.
وختم بقوله: مراحل الحياة الزوجية تبدأ غالبًا في عمر العشرينات، وفي بعض الدول بالثلاثينات، وكل مرحلة عمرية لها لون وطعم وشكل مختلف، فبداية الحياة الزوجية يكون لها طابع خاص؛ من حيث مرحلة تكوين الأسرة، وأما المرحلة التالية فهي خاصة بالإنجاب والعناية بالأطفال، ويليها مرحلة نضوج الأطفال وزواجهم أيضًا، وثم مرحلة الجد والجدة، وكل مرحلة لها معاناتها وظروفها وخصوصيتها وبرامجها وتحدياتها.
اقرأ أيضًا: