أعلنت أرامكو السعودية دعمها لمشروع بحثي؛ يهدف إلى حماية طائر «العقعق العسيري»، من الانقراض، وذلك في أول مبادرة مشتركة على مستوى المملكة بين أرامكو السعودية والهيئة السعودية للحياة الفطرية ومعهد سميثسونيان الأمريكي، انطلاقًا من التزام الشركة بالمحافظة على البيئة وحمايتها، والمحافظة على توازن النظام البيئي الطبيعي وسلامته في المملكة.
وأوضح مدير إدارة حماية البيئة في أرامكو عمر عبدالحميد أن المشروع بدأ بدراسة بحثية في شهر مايو 2018م ولا تزال مستمرة حتى الآن لحصر أعداد العقعق العسيري وكثافتها، واستخدامها بيئتها الطبيعية وتوزعها، وهذا الطائر هو الوحيد الذي يتخذ من المملكة دون غيرها موطنًا له، وتناقصت أعداده مؤخرًا حتى إنها لم تعُد تتجاوز 100 زوج متكاثر.
وقال إن هناك معلومات علمية شحيحة حول العقعق العسيري، وبدأ الفريق العلمي المشترك الكشف عن أسباب تناقص أعداد العقعق العسيري على نحو يُنذر بالخطر، وتم تثبيت جهاز تتبُع متطور على عدد من هذه الطيور، فيما يمثل الخطوة الأولى على طريق معرفة سلوك العقعق والأماكن التي يعيش فيها وطرق ترحاله.
وأضاف أنه سيساعد فحص الحمض النووي الذي أُخذ من عينات دم (12) طائر عقعق في تقييم الاختلافات الجينية بين أفراده، وتم وضع حزام وجهاز تتبع حول رجلي كل طائر من طيور البحث. ولم يزد وزن الجهاز والحزام والحلقتين عن 4% من كتلة جسم الطائر، وظهر البحث الأولي أن متوسط وزن طائر العقعق العسيري هو 240 جرامًا، وطوله 46 سم.
ويُعرف هذا الطائر بذكائه العالي ويُطلَق عليه محليًّا اسم «العقعق» تعبيرًا عن الأصوات البديعة التي يصدرها، ويمتاز ريش العقعق بلونيه الأسود الداكن والأبيض، وكذلك ريش مصطبغ باللون الفيروزي الأخاذ، وعُشه عبارة عن قبة ضخمة، وعادة ما يبنيه على ارتفاع يتراوح ما بين 4 و7 أمتار على شجرة من أشجار العرعر أو الأكاسيا.
وبيّن عمر عبدالحميد أنه من خلال تتبُع تحركات العقعق العسيري سوف يتسنى للباحثين التوصل إلى فهم أفضل للعوامل المسببة لتناقص أعداد هذا الطائر والحد من تأثيرها بإذن الله، مفيدًا أنه على ضوء النتائج التي ستنتهي إليها الدراسة الأولية يتطلع فريق البحث إلى وضع خطة للمحافظة على هذا الطائر؛ لضمان بقاء أعداد كبيرة منه على المدى الطويل.
وتعد جبال منطقة عسير موطنًا لطائر العقعق العسيري، وهي منطقة فريدة من نوعها في طبيعتها وذات أهمية عالمية للمحافظة على التنوع الحيوي، والمملكة إحدى الدول الأساسية الواقعة على واحد من أطول المسارات لرحلات الطيور المهاجرة في العالم؛ حيث تتجمع بها أعداد كبيرة من الطيور من أوروبا وآسيا وإفريقيا.