التعرق المفرط.. مشكلة تسبب الإحراج لكن يمكن علاجها

أنواعه.. طرق المساعدة في التغلب عليه..
التعرق المفرط.. مشكلة تسبب الإحراج لكن يمكن علاجها
تم النشر في

كثيرٌ من الأشخاص لديهم تجربة واحدة على الأقل مع التعرق المفرط أو فرط التعرق، ربما بعد تمرين مكثف أو خلال أوقات الإجهاد الشديد، وبالنسبة لمعظمنا فإن هذه الحالة المزعجة تأتى وتذهب بشكل معتدل، ولا تشكل إزعاجًا دائمًا، ولكن الخبراء يؤكدون أن هناك نسبة لا يُستهان بها من الأشخاص يلازمهم فرط التعرق بشكل مستمر ومنتظم، ودون ممارسة أى إجهاد!

وفرط التعرق هو حالة يكون فيها التعرق متكررًا ويصعب التحكم فيه، وغالبًا ما يكون ذلك مرئيًا للآخرين، ولهذا السبب يمكن أن يثير التعرق المفرط لديك القلق عندما تراقب نفسك فى عيون الآخرين، وتشعر بالإحراج.

ولحسن الحظ، يقدم الطب الحديث مجموعة متنوعة من الطرق لخفض أو وقف التعرق المفرط، ولكن أولًا دعونا نلقي نظرة على بعض الأساسيات؛ بما في ذلك أسباب وأعراض فرط التعرق وكيفية تشخيصه.

- أسباب فرط التعرق:

فرط التعرق أو العرق الزائد المفرط، هو نتيجة مباشرة لعمل الغدد العرقية بشكل مفرط، فالتعرق هو آلية يستخدمها الجسم لتبريد نفسه بشكل طبيعي، ومن ثم لتجنب ارتفاع درجة الحرارة؛ حيث يشير جهازك العصبي إلى جسمك لإنتاج العرق عندما ترتفع درجة حرارة الجسم بعد ممارسة التمارين الرياضية مثلًا، ولكن في حالة فرط التعرق، يحدث ذلك ولكن دون وجود الأسباب أو المشغلات: مثل الحرارة وممارسة الرياضة، وهنا يمكن أن تعرق بغزارة بالرغم من أن درجة حرارة جسمك لم ترتفع من الأساس، كما يمكن أن يحدث التعرق المفرط في أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك: اليد، القدم، الوجه، الإبط.

ويمكن أن تشمل أسباب فرط التعرق الوراثة ووجود تاريخ عائلي من التعرق المفرط، كما قد تكون أيضًا لأسباب طبية أخرى، أو حتى كأحد الآثار الجانبية لدواء تتناوله.

وفى بعض حالات فرط التعرق، قد يكون العرق من الغزارة لدرجة التنقيط، ويمكن الشعور بذلك فى منطقة أسفل ذراعيك والإبطين، وكذلك القدمان عندما تجعل من الصعب عليك التجول على أرضية منزلك خوفًا من الانزلاق، فيما يميل إلى أن يحدث على جانبي الجسم، كما يمكنك ملاحظة التعرق الشديد بشكل خاص تحت الإبط الأيسر، أما شدة التعرق فمرتبطة بالاستيقاظ والنوم؛ حيث يحدث التعرق المرتبط بفرط التعرق في الغالب عندما تكون مستيقظًا، ويتوقف أثناء النوم.

ومن المهم أن نلاحظ هل هذه علامة على فرط التعرق أم لا، وطبيبك يستطيع تشخيص ذلك بسهولة، ولكن بعض المصابين قد يشعرون بالحرج من الذهاب إلى الطبيب بشكوى متمثلة فى فرط التعرق؛ باعتبارها شكوى قد تبدو بسيطة فى ظاهرها، ومن ثم يمتنعون لأنهم يشعرون بالحرج، وهو أمر مؤسف لأنها مشكلة قد تمنع بعضهم حتى من فتح مقبض الباب، وقد أصبحت هناك العديد من العلاجات المتاحة للسيطرة على التعرق.

وسيطرح عليك طبيبك أسئلة حول تاريخك المرضى، وقد يقوم بإجراء فحص جسدي واختبار معملي، قد يشمل البول أو الدم لاختبار فرط نشاط الغدة الدرقية أو انخفاض نسبة السكر في الدم، ويمكن اعتبار كلا العاملين بمثابة سبب كامن للتعرق المفرط. 

قد تحتاج أيضًا إلى اختبار عرق، وفي هذا الاختبار يضع الطبيب مسحوقًا على مناطق مختلفة من بشرتك لتحديد مناطق التعرق، ويتحول المسحوق إلى اللون البنفسجي عندما تتعرق. 

أما إذا كان لديك أعراض أخرى مثل: آلام في الصدر، غثيان أو دوار خفيف، أو تعرق ليلي، فهذا يمكن أن يشير إلى وجود مشكلة طبية أكثر تعقيدًا. 

- أنواع فرط التعرق:

هناك نوعان مختلفان من فرط التعرق، وهما:

فرط التعرق البؤري الأساسي، وهو ليس ناتجًا عن حالة طبية أو دواء ما، ويؤثر التعرق فى هذه الحالة على اليدين والقدمين أو تحت الإبطين، ويمكن أن يبدأ هذا النوع من فرط التعرق في مرحلة الطفولة أو المراهقة، وفي معظم الحالات يعاني بعض أفراد عائلتك أيضًا من التعرق الشديد. 

وفرط التعرق الثانوى، وفي هذه الحالة يكون التعرق الزائد إما ناتجًا عن حالة طبية أو من الآثار الجانبية للأدوية، وقد لا يبدأ هذا النوع حتى تصبح أكبر سنًا أو بعد بدء تناول دواء معين، كما يمكن أن يسبب التعرق المفرط أثناء النوم، والحالات الطبية التي يمكن أن تؤدي إلى فرط التعرق الثانوي تشمل: النقرس، سن اليأس، فرط نشاط الغدة الدرقية، وجود ورم، عضة الصقيع، داء السكري.

- طرق للمساعدة:

نظرًا لما لفرط التعرق من آثار على حياة الإنسان، فقد حاول الخبراء تقديم بعض النصائح والحيل للمساعدة في السيطرة على تلك الآثار، ومنها:  

فرط التعرق يمكن أن يؤدي إلى خسائر نفسية، فإذا كان لديك تجربة محرجة مع التعرق الشديد، فأنت تعرف هذه التأثيرات بشكل جيد، ولذلك فإن رؤية الطبيب تساعد فى الحل، ولكن إذا كنت بحاجة إلى حل أكثر فورية، فإن العديد من الاستراتيجيات يمكن أن تساعدك على التعامل مع مشاعر القلق والحد منها، كتحديد العوامل والأسباب التي تسبب لك التعرق الزائد، اكتب في دفتر يومياتك ملاحظة حول الأيام، التي تواجه فيها تعرقًا غير طبيعي، ثم سجل مستوى نشاطك وما الأطعمة التي تتناولها وحالتك المزاجية خلال هذا اليوم، فقد تجد أن تناول أنواع معينة من الأطعمة -ربما الأطعمة الغنية بالتوابل- أو الشعور بالضيق أو القلق يسبب التعرق المفرط.

إذا كنت تشعر بالتوتر، مارس تمرينات الاسترخاء وتقنيات الذهن مثل اليوجا أو التأمل، فقد تقلل هذه الطرق من مستوى الإجهاد ومن ثم تقليل التعرق المفرط، وبالإضافة إلى ذلك قم بتحديد بعض القيود وتجنب الإفراط في بعض المواد الغذائية كالتقليل من الكافيين مثلًا.

هناك نصائح لجعل فرط التعرق أقل إحراجًا، ومنها: 

- الاستحمام يوميًا للحد من رائحة الجسم.

- وضع مسحوق بودرة الأطفال على الأحذية لامتصاص الرطوبة.

- ارتداء أحذية مفتوحة تسمح بتجديد الهواء حول قدميك للحفاظ عليها باردة وجافة.

- اختيار الملابس المناسبة لمستوى نشاطك، كارتداء الأقمشة القادرة على امتصاص التبلل والرطوبة، والأقمشة الملونة لإخفاء البقع العرقية.

- جرب مزيل الروائح ذي القوة الإضافية للمساعدة على تخفيف التعرق الزائد، فيما لا ينصح الخبراء باستخدام مضادات التعرق سوى بوصفة طبية من الطبيب المختص، حسب الحالة وشدتها.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa