يحاولون العلماء جاهدين فهم كيفية ظهور وتطور المتحور أوميكرون منذ ظهوره في أواخر العام الماضي، حيث توصلوا إلى 3 فرضيات في هذا المجال.
وفي البداية، انتشر متحور "أوميكرون" في جنوب إفريقيا أولًا، وسرعان ما تفشى المتحور الجديد في شتى أنحاء العالم، بشكل أسرع من سلالات فيروس كورونا السابقة.
وذكرت مجلة "نايتشر" العلمية أن "أوميكرون" موجود حاليًا في أكثر من 120 دولة حول العالم. ومع ذلك، لا يزال العلماء في حيرة من أمرهم: من أين أتى "أوميكرون"؟
وبحسب المجلة العلمية، تقول الفرضية الأولى إن هناك ما يشبه الحاضنة البلدية، وهي العدوى المزمنة، التي تعطي الفيروس قدرة على مراوغة جهاز المناعة.
ويقول علماء إنهم لاحظوا أن هناك التهابات مزمنة لدى أشخاص يعانون من ضعف جهاز المناعة ولا يستطيعون التخلص من الفيروس بسهولة بحيث يبقى في جسدهم، وهو ما يؤدي عمليًا إلى حدوث طفرات في الفيروس خاصة ما تكاثر الفيروس في جسمه، ثم قضى هذا الشخص فترة بين السكان قبل أن يكتشف أمره.
بينما يعتقد باحثون آخرون أن "أوميكرون" ربما جاء من الحيوان، خاصة أن العديد من طفرات هذا المتحور شوهدت في حيوانات أخرى.
ويعتمد هؤلاء الباحثون في وجهة نظرهم على أن فيروس كورونا لم يمر بفترة تطورة متسارعة بعدما قفزت من الحيوانات إلى البشر في الصين، لكن الباحثين هنا بحاجة إلى العثور على جزيئات "أوميكرون" داخل الحيوانات، وهو ما لم يتم حتى الآن، ويقول علماء إن هذا الأمر جرى إهماله بشكل رهيب.
ومنذ بدء تفشي فيروس كورونا، بحث الأطباء في 2000 جينوم مأخوذة من حيوانات أخرى، مثل القطط والغزلان، والآن، وبعدما ظهر "أوميكرون"، سيكون لهذه الأبحاث أهمية لمعرفة أصول هذا المتحور.
فيما تقول فرضية أخرى إن "أوميكرون" لم يظهر أول الأمر لدى الإنسان، بل هو عبارة عن "فيروس مختل" انتشر في الحيوانات مثل النمر البري وفرس النهر، ثم تفشى في حيوانات أخرى.
ووجدت دراسات مستندة إلى الخلايا، أنه خلافًا للمتحورات السابقة، فبروتين "سبايك" في "أوميكرون" تشبه بروتينًا موجودًا في الديك الرومي والفئران.
وقال خبراء إن العديد من الطفرات في "أوميكرون" شوهدت في فيروسات تتكيف مع القوارض في التجارب المعلمية.
وبحسب خبراء، فإنه من الممكن إذن أن فيروس كورونا اكتسب طفرات أتاحت له الوصول إلى الفئران، ثم عاد إلى الإنسان، ووجود كورونا في القوارض يفتح له مجالًا لاستكشاف كميات جديدة من الطفرات وتكوين أشباح فيروسات لا يعرف عنها أحد شيئًا.