دأبت المملكة على دعم ومساندة منظمات وهيئات الطيران المدني إقليميًّا ودوليًّا، من خلال الدعم المالي والمعنوي واللوجستي للنهوض بالصناعة في العالم، وتعزيز الجهود الرامية إلى دعم تنمية الموارد البشرية العاملة في القطاع، ورفع مستوى أمن الطيران المدني إلى جانب تشجيع ثقافة السلامة في أوساط مقدمي خدمات الطيران في الدول النامية والدول الأقل نموًا والدول الجزرية.
وتعد المملكة من أكبر الداعمين للمنظمات الدولية ومن الدول السبّاقة في دعم صناعة الطيران المدني، وتحرص بشكل متواصل على الإسهام في تحقيق نموها, سعيًا إلى تطويرِ أداءِ هذا النشاط الإنساني في مجالاته المتعددة، ابتداءً من أمن وسلامة الحركة الجوية، ومرورًا بتجويدِ الخدمات والأخذ بالتطورات والابتكارات المؤثرة في مجال تكنولوجيا الطيران، علاوة على حماية البيئة من الآثار التي نجمت عن التوسع في خدمات النقل الجوي، حيث جاءت إسهامات المملكة في إطار تعاونها الفعال والوثيق مع جميع الأطراف المعنية بصناعة الطيران المدني من منظمات دولية وإقليمية، حكومية وغير حكومية، حيث إن نجاح هذه الصناعة وتأديتها لدورها على النحو المنشود يعتمد على مدى التعاون والتآزر بين دول العالم.
ومن هذا المنطلق فقد أسهمت المملكة وبشكل كبير في دعم برامج واتفاقيات وإصدارات منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) ومن ذلك الدعم المادي الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في شهر يونيه 2019 لبرنامج «عدم ترك أي بلد وراء الركب»، الذي طرحته الإيكاو، بهدف مساعدة الدول النامية على تطبيق القواعد القياسية والأساليب الموصى بها الخاصة بسلامة وأمن الطيران المدني، حيث جاء الدعم البالغ مليون دولار امتداداً للدعم السابق الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين لهذه المنظمة في عام 2016م وقدره مليون دولار أيضًا، وسبقه في عام 2010م تقديم المملكة للإيكاو مبلغًا وقدره (152,508) دولارات يمثل إسهام المملكة في دعم برنامج تدقيق أمن الطيران وآلياته وبرامج السلامة الجوية على المستوى العالمي، وفي عام 2008م قدمت المملكة (250,000) دولار أمريكي لدعم مشروع الإيكاو لرفع مستوى سلامة الطيران المدني في القارة الأفريقية (AFIPLAN).
وواصلت المملكة دعمها للمنظمات والهيئات المتعلقة بالطيران المدني، وقدمت بداية هذا العام 2021م دعماً مالياً لخطة تعزيز أمن وتسهيلات الطيران في إفريقيا بقيمة (50,000) دولار وهي إحدى مخرجات مبادرة منظمة الإيكاو تحت شعار «عدم ترك أي بلد وراء الركب»، بهدف مساعدة الدول غير القادرة على تطبيق القواعد القياسية والأساليب الموصي بها الخاصة بسلامة وأمن الطيران، إلى جانب دعم المملكة لخطط منظمة الإيكاو، ومنها: الخطة العالمية لسلامة الطيران المدني والخطة العالمية للملاحة الجوية الدولية والخطة العالمية لأمن الطيران الدولي.
وللمملكة جهود متميزة وإسهامات في دعم صناعة الطيران المدني على المستوى العالمي، منها استضافة مقر المنظمة الإقليمية لمراقبة السلامة، واستضافة البرنامج التعاوني لأمن الطيران لإقليم الشرق الأوسط وسعيها إلى زيادة الدول الأعضاء في البرنامج، وتوسيع نشاطاته، وزيادة الاستفادة من خدماته، ليشمل جميع دول منظمة العربية للطيران المدني ودول القرن الأفريقي، وانضمامها بشكل طوعي إلى الخطة العالمية للتعويض عن الكربون وخفض انبعاثاته (خطة CORSIA)، إضافة إلى الإسهام في مشروع طموح بالتعاون مع جميع الجهات ذات الصلة، ومنها منظمة الإيكاو، على إنتاج "وقود الطيران منخفض الكربون" الذي من شأنه أن يسهم بخفض هائل في الانبعاثات الناجمة عن الطيران المدني، حسب ما تؤكده الدراسات.
وفي جانب تشجيع ودعم المبادرات الإقليمية والدولية، فقد قامت المملكة بدعم برامج الإيكاو المتعلقة بتحسين نظم أمن المعلومات الإلكترونية (Cyber Security) والخاصة التي تسهم في تنفيذ خطة الإيكاو العالمية للملاحة الجوية (GANP) في ظل النمو الكبير المتوقع للحركة الجوية في إقليم الشرق الأوسط، وكذلك متابعة التطورات المتعلقة بنظم الطائرات غير المأهولة (UAS)، ونظم الطائرات الموجهة عن بعد (RPAS) وتحرص على تأمين الأرضية المناسبة لعمليات التشريع والرقابة لهذه التقنيات الجديدة.
يذكر أن المملكة العربية السعودية تلتزم بمواصلة دعمها لجميع المبادرات الإقليمية والدولية التي تؤدي إلى الارتقاء بمستويات السلامة الجوية وأمن الطيران المدني الدولي، وتطمح بمواصلة هذه الجهود المباركة من خلال دعم المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية وتأييدها.
اقرأ أيضًا: