خلايا «إخوانية- داعشية» نائمة تهدد ألمانيا.. والاستخبارات تحذر

«الحملان الصامتة» تجهز لعمليات عنف مسلح..
خلايا «إخوانية- داعشية» نائمة تهدد ألمانيا.. والاستخبارات تحذر

حذرت مصادر بالاستخبارات الداخلية الألمانية «هيئة حماية الدستور»، من خلايا نائمة تتبنى أفكارًا متشددة في عدد من المدن والولايات في البلاد، وتجهز لعمليات عنف مسلح، بحسب المعلومات التي نقلتها صحيفة «دي فيلت»، الألمانية عن مصادر أمنية رفيعة المستوى بالاستخبارات.

وأضاف تقرير صحيفة «دي فيلت»، أن هذه الخلايا «الإخوانية- الداعشية»، تنتهج سياسة الكمون والهدوء بحثـًا عن الفرصة المناسبة لتوجيه ضربتها، ووصفت الخلايا بـ«الحملان الصامتة»، وأن العديد من عناصرها سكان ولاجئون مقيمون بشكل شرعي، ينتمون تنظيميًا لداعش والقاعدة وجماعة الإخوان.

وحسب صحيفة «دي فيلت»، تتصرف هذه الخلايا بشكل مستتر، ويتوافقون مع القانون، مؤقتًا، لحين إتمام مهمتهم سرًا، والتي تدور حول إقامة دولتهم المزعومة، فيما حذرت الاستخبارات في كولونيا، من أن هذه الخلايا يريدون فرض نظامهم الخاص بالقوة الغاشمة، وقال مسؤول رفيع بالاستخبارات: يسعون لتحقيق أهدافهم الخاصة.. يعتمدون على تغيير طويل الأجل في النظام الاجتماعي والسياسي الألماني.

وتقلق ظاهرة التسلل الزاحف للعالم الغربي النائب البرلماني للحزب الديمقراطي الحر ستيفان توماي «عضو البوندستاج»، الذي يقول: المتشددون الشرعيون لا يجذبون الانتباه في العادة من خلال الجرائم الجنائي.. ملاحظتهم أصعب من مراقبة المتطرفين العنيفين.

وتزداد موجة التشدد في ألمانيا، بحسب السلطات الأمنية، وفي العام الماضي، ارتفع عدد المتطرفين في البلاد بنحو 5.5 في المائة مقارنة بالعام السابق ليصل إلى 28.020 شخصًا، غير أن نصفهم مدرج، الآن، في الإطار القانوني، وفي عام 2015 وصل العدد إلى 13920 شخصًا فقط.  هذا يعني مضاعفته أكثر في بضع سنوات فقط.

ويفرض هذا التطور تحديات كبيرة على الاستخبارات الألمانية، ويقول توماي: ليس عليها أن تتبع عمليات الدم فقط، لكن هى مطالبة بالتحري خلف المال في الوسط المتشدد.. من الصعب على الغرباء رؤية النوايا الحقيقية للجماعات المتشددة النشطة بشكل شرعي.. غالبًا ما يتمتع الأشخاص المسؤولون عن الاتصال العام في هذه المنظمات على وجه الخصوص بشخصية كاريزمية ومهارات خطابية جيدة.

وتعد جماعة الإخوان الأكثر شهرة والأكبر في أوساط المتشددين الشرعيين، بعدما تأسست في مصر عام 1928 «على يد الاحتلال البريطاني، وفق معلومات تتحدث عن دعم حصل عليه مؤؤسها حسن البنا من هيئة قناة السويس، التي كانت تديرها بريطانيا»، وتعتبر المنظمة الأم للإسلام السياسي وتتميز برغبة قوية في التوسع والانتشار والتأثير.

 في ألمانيا، تخضع جماعة الإخوان وجمعياتها للرقابة من قبل أجهزة الاستخبارات منذ السبعينيات، وهناك أيضًا الجمعية الإسلامية، ميلي جوروس، التي لا تزال على رادار الاستخبارات منذ الثمانينيات، وكذا جماعة الفرقان، وهي كيان مراقب منذ عام 2018، تأسست الجماعة على يد رجل دين في تركيا عام 1994 وتسعى جاهدة من أجل الترسيخ لمنهجها المتطرف.

يتحدث النائب عن الحزب الديمقراطي الحر، توماي «عضو لجنة الرقابة البرلمانية على الأجهزة السرية»، عن مراقبة الاتصالات الدولية لهذه الجماعات عن كثب، قائلًا: قد يكون التمويل قانونيًا، من أجل تجنب الخطر.. من المهم للغاية أن تكون قادرًا على تتبع التدفقات النقدية.. نحن بحاجة لمعرفة من له مصلحة في تشدد دولتنا الدستورية.

في ضوء المنهجية الجديدة في التعامل، ترى الاستخبارات الألمانية، أنه من الخطر التقليل من شأن المتشددين الشرعيين بسبب سلوكهم المعتدل، وإذا قرأ المرء بيانات المنظمات المنتمية إلى هذا الطيف، يمكن أن يحصل بسرعة على انطباع بأنهم ديمقراطيون لا تشوبهم شائبة، لكن الحقيقة عكس ذلك.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa