
كشفت شرطة إنجلترا تفاصيل مداهمة أكبر منجم عملة مشفرة غير قانونية في البلاد، والذي كان يسرق آلاف الجنيهات من التيار الكهربائي من الشبكة الوطنية في المملكة المتحدة.
ووقعت المداهمة في 18 مايو، عندما اقتحمت الشرطة المنشأة الواقعة في منطقة صناعية في مدينة ساندويل، حيث كانوا يعتقدون أنها مزرعة غير قانونية للقنب (الحشيش).
وتوصلت الشرطة إلى معلومات وجود مزرعة للقنب داخل المنشأة، بعد مراقبة عدد الأشخاص الذين يزورون الوحدة في أوقات مختلفة من اليوم وقنوات التهوية والأسلاك غير النمطية لبعض الوقت.
واستخدمت الشرطة طائرة دون طيار لمسح الموقع، ورصدوا وجود مصدر كبير للحرارة في الوحدة.
وكانت جميع المؤشرات تتجه لوجود مزرعة قنب، لكن المفاجأة التي فاجأت السلطات أنها وجدت بنكا ضخما يضم حوالي 100 وحدة من أجهزة الكمبيوتر التي تم استخدامها في عملية تعدين البيتكوين.
وكشفت المعلومات مع شركة ويسترن باور أنه تمت سرقة تيار كهربائي رئيسي، قدرت تكلفة الاستهلاك المستخدم منه بآلاف الجنيهات.
ووفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن قيمة الطاقة المسروقة كانت حوالي 16 ألف جنيه إسترليني شهريا (22.6 دولارا) وهي أعلى من كمية البيتكوين التي كانت ستنتجها في نفس الفترة، والتي قدرت بـ 5 آلاف جنيه فقط (7 آلاف دولار)
وقالت شرطة ويست ميدلاندز "رغم أن تعدين العملات الرقمية ليس غير قانوني في المملكة المتحدة، إلا أن سرقة الكهرباء أمر غير قانوني".
وأضافت الشرطة أن هذه هي العملية الثانية التي يكتشفونها باستخدام الكهرباء المسروقة، وأنها ستكون الأكبر على الإطلاق في المملكة المتحدة بأكملها.
ويتم إنشاء البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى أو "تعدينها" بواسطة أجهزة كمبيوتر عالية القدرة تعمل باستمرار على حل المعادلات الرياضية المعقدة في عملية كثيفة الطاقة تعتمد غالبا على الوقود الأحفوري.
ومع ذلك، فإن العديد من أجهزة الكمبيوتر المستخدمة لتعدين عملات البيتكوين تكلف أكثر من قيمة عملة البيتكوين التي تنتجها، مما يجعل استخدام الكهرباء المسروقة تكتيكا إجراميا مربحا.
وأظهرت البيانات الصادرة في شهر مارس كيف أن شركات تعدين البيتكوين تستخدم كهرباء أكثر من جميع عمالقة البحث على الإنترنت مجتمعين.
ودفع هذا المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت بيل جيتس، إلى تسليط الضوء على التأثير السلبي لتعدين البيتكوين على البيئة.
وقال جيتس، في حديث لصحيفة نيويورك تايمز: تستخدم البيتكوين كهرباء لكل معاملة أكثر من أي طريقة أخرى معروفة للبشرية.
وأظهرت الدراسات أن انبعاثات الكربون السنوية من الكهرباء المولدة إلى العملات المشفرة ومعالجتها تساوي الكمية المنبعثة من دول بأكملها، مثل نيوزيلندا والأرجنتين مجتمعة.