تقرير منسوب لوزارة أمن الدولة الصينية يحذّر من مواجهة مرتقبة مع واشنطن

وسط موجة عداء عالمية تجاه بكين بسبب كورونا..
تقرير منسوب لوزارة أمن الدولة الصينية يحذّر من مواجهة مرتقبة مع واشنطن

حذّر تقرير صيني منسوب لوزارة أمن الدولة من "موجة مرتقبة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وسط موجة عداء عالمية متزايدة تجاه بكين في أعقاب تفشي فيروس كورونا المستجد"، وقالت مصادر مطلعة إن التقرير الذي قدمته وزارة أمن الدولة لزعماء كبار في بكين بينهم الرئيس شي جين بينغ خلص إلى أن "المشاعر العالمية المناهضة للصين وصلت أعلى مستوياتها منذ حملة ميدان تيانانمين عام 1989".

وأوضح أشخاص مطلعون على محتوى التقرير (رفضوا كشف هوياتهم نظرًا لحساسية الموضوع وفقًا لوكالة رويترز) إلى أن "بكين تواجه، نتيجة لذلك، موجة مشاعر معادية تقودها الولايات المتحدة في أعقاب الوباء وتحتاج إلى أن تستعد لمواجهة مسلحة بين القوتين العالميتين في أسوأ سيناريو"، وفق التقرير الذى أعدته المعاهد الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة (مؤسسة فكرية تابعة لوزارة أمن الدولة، أكبر جهاز مخابرات في الصين).

وفيما لم تطلع رويترز على الورقة المختصرة لكن أشخاصًا لديهم معرفة مباشرة بنتائجها تحدثوا للوكالة عن التفاصيل، وقال مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان للرد على أسئلة لرويترز بخصوص التقرير: "ليس لديّ معلومات ذات صلة"، وليس لدى وزارة أمن الدولة الصينية تفاصيل بخصوص التواصل العام وبالتالي لم يتسن الوصول لها للتعليق، فيما لم ترد المعاهد الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة التي تقدم المشورة للحكومة الصينية بخصوص السياسة الخارجية والأمنية على طلب للتعليق.

وقالت المصادر إن التقرير خلص إلى أن واشنطن تنظر لصعود الصين باعتباره تهديدًا اقتصاديّا ولأمنها القومي وتحديا للديمقراطيات الغربية، وأن الولايات المتحدة تستهدف تقويض الحزب الشيوعي الحاكم من خلال تقويض ثقة الجمهور، فيما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مورجان أورتاجوس، إن "المسؤولين الصينيين يتحملون مسؤولية خاصة لإبلاغ شعبهم والعالم بالتهديد الذي يشكله فيروس كورونا ”طالما أنهم كانوا أول من يعلم به".

أضافت أورتاجوس، دون أن تتطرق مباشرة إلى التقييم الذي ورد في التقرير الصيني: "جهود بكين لإسكات العلماء والصحفيين والمواطنين ونشر معلومات مضللة فاقمت مخاطر هذه الأزمة الصحية"، وحذّر التقرير من "أن المشاعر المعادية للصين، التي أثارها فيروس كورونا، يمكن أن تغذي مقاومة لمشاريع الحزام والطريق الصينية الخاصة بالاستثمار في البنية التحتية، وأن واشنطن قد تكثف الدعم المالي والعسكري لحلفاء إقليميين مما يجعل الوضع الأمني في آسيا أكثر اضطرابًا".

ويُنظر على نطاق واسع للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة بأنها في أسوأ مراحلها منذ عشرات السنين، مع تزايد انعدام الثقة ونقاط الاحتكاك جراء مزاعم الولايات المتحدة بعدم عدالة التجارة والممارسات التكنولوجية إلى النزاعات حول هونج كونج وتايوان والأراضي المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.

وكثف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يواجه حملة صعبة لإعادة انتخابه بعد أن أودى فيروس كورونا بحياة عشرات ألوف الأمريكيين ودمر الاقتصاد الأمريكي، انتقاده لبكين في الأيام الأخيرة وهدد بفرض تعريفات جمركية جديدة على الصين. وقال مسؤولون في ذات الوقت إن إدارته تدرس اتخاذ إجراءات انتقامية ضد الصين بسبب تفشي المرض، ويُعتقد على نطاق واسع في بكين أن الولايات المتحدة ترغب في احتواء صعود الصين، التي أصبحت أكثر حسمًا على الصعيد العالمي مع نمو اقتصادها.

طور الرئيس "شي"، الاستراتيجية العسكرية الصينية لإنشاء قوة قتالية مؤهلة للنصر في الحروب الحديثة. كما أنه يوسع نطاق قدرات الصين الجوية والبحرية في تحد لأكثر من 70 عامًا من الهيمنة العسكرية الأمريكية في آسيا، ودعت وزارة الخارجية الصينية (في بيان) إلى التعاون قائلة إن "التطور السليم والمطرد للعلاقات الصينية الأمريكية" يخدم مصالح البلدين والمجتمع الدولي، وأن "أي كلمات أو أفعال تأتي ضمن عملية تلاعب سياسي أو وصم بذريعة الوباء، بما في ذلك اغتنام الفرصة لزرع خلاف بين الدول لا تؤدي إلى تعاون دولي ضد الوباء".

وتتهم الولايات المتحدة الصين بإخفاء معلومات مبكرة عن الفيروس الذي اكتشف لأول مرة في مدينة ووهان والتقليل من مخاطره، فيما نفت بكين مرارًا أنها تكتمت بخصوص مدى أو شدة تفشي الفيروس، وتمكنت الصين من احتواء انتشار الفيروس بالبر الرئيسي وتحاول تأكيد دور قيادي في معركة العالم ضد مرض "كوفيد-19"، الذي يسببه الفيروس، ويتضمن ذلك حملة دعائية عن تبرعاتها وبيع إمدادات طبية للولايات المتحدة ودول أخرى وتبادل الخبرات، لكن الصين تواجه ردة فعل متزايدة من منتقدين دعوا إلى محاسبة بكين على دورها في الوباء.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa