مخطئ من يظن أن الأهلي -وبرغم كل الظروف القاسية التي مر بها على مدار الأيام القليلة الماضية، ما بين تخبط إداري وتراجع فني- ابتعد عن دائرة المنافسة على لقب دوري المحترفين السعودي، بل يظل الراقي في المشهد تمامًا وإن اتسع الفارق خلف المتصدر، خاصة مع بقاء 12 جولة كاملة، تحمل في طياتها 36 نقطة، من شأنها أن تقلب كل المعطيات رأسًا على عقب.
ويحمل الأهلي تلك المعطيات وهذه الدوافع عندما يستقبل على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية «الجوهرة المشعة»، القادم من قاع الترتيب فريق الفتح، في المباراة التي تجمع بينهما في الساعة الثامنة والنصف مساء اليوم الجمعة، لحساب الجولة التاسعة عشرة من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان.
لا صوت يعلو فوق النقاط الثلاث
ويدخل الراقي المباراة بمعنويات مرتفعة، بعدما استعاد الكثير من الثقة المفقودة بالفوز القاري على حساب استقلال طهران الإيراني، بهدفين مقابل هدف، ليتربع على عرش المجموعة الأولى، لدوري أبطال آسيا، قبل أن يطوي الصفحة سريعًا من أجل العودة إلى سكة الانتصارات أيضًا، في الدوري المحلي.
وقدّم المدرب الجديد مازن بهكلي أوراق اعتماده في أول اختبار له مع أخضر جدة أمام الفريق الإيراني، بعدما حل على رأس الجهاز الفني خلفًا للسويسري المُقال كريستيان جروس، بسبب تراجع النتائج، إلا أن الأجواء المحلية تبدو مغايرة تمامًا، في ظل اشتعال المنافسة بين الباحثين على الصدارة والساعين للفرار من القاع.
ويدرك بهكلي جيدًا أن الأمور داخل الأهلي لا تحتمل تعثرًا آخر في البطولة، قد يقضي على آمال الفريق نظريًّا، خاصة بعد الخسارة الأخيرة أمام الوحدة، بهدفين دون رد، والتي تعدّ الخامسة في خانة هزائم الراقي هذا الموسم، من أصل 18 مباراة، وهو رقم مخيب بطبيعة الحال لفريق يبحث عن العودة إلى منصة التتويج.
وتنفس الجهاز الفني لأخضر جدة الصعداء، باستعادة جهود الثنائي المحترف، السوري عمر السومة هداف الفريق التاريخي، وصانع الألعاب الجزائري يوسف بلايلي، إلى جانب البوسني ألفيس ساريتش، إلا أن الأمور لا تبدو بهذه الصورة الوردية على مستوى الدفاع، في ظل تأكّد غياب معتز هوساوي وعبدالباسط هندي بداعي الإصابة، كما لم يتعاف البرازيلي جوزيف دي سوزا بشكل كامل.
ومن أجل الخروج من نفق تذبذب النتائج، حرص الأمير منصور بن مشعل؛ المشرف العامّ على الكرة بالنادي الأهلي، على الاجتماع مع اللاعبين على هامش المران، بحضور عبدالإله مؤمنة؛ رئيس النادي، وشدد على ضرورة ظهور الفريق في صورته الحقيقية، وتحقيق الفوز أمام الفتح، والعودة للمنافسة بقوة على كافة ألقاب الموسم المتاحة.
النموذجي في موقف لا يحسد عليه
وفي المقابل، يدرك فريق الفتح جيدًا أن المباراة لا تقبل القسمة على اثنين، حتى وإن جرت على ملعب الجوهرة المشعة، إذا ما أراد فارس الأحساء الحفاظ على آماله في البقاء بين الكبار، بعدما بات صاحب معجزة التتويج في عام 2013، في موقف لا يحسد عليه في قاع الدوري.
ورغم وضع رجال المدرب البلجيكي يانيك فيريرا المتردي على لائحة الترتيب، إلا أن النموذجي لا يبدو لقمة سائغة خاصة أمام الكبار، بعدما فرض التعادل على الهلال في ملحمة انتهت بثلاثة أهداف لكل فريق، وأجبر النصر أيضًا على الرضوخ للتعادل، وكذلك الحال مع الاتحاد في عقر داره، وخسر بشق الأنفس أمام الشباب.
ولم يعرف أبناء النخيل الفوز في آخر ست مواجهات في الدوري، مكتفيًا بأربع نقاط فقط من أصل 18 متاحة، كما أن الفريق لم يذق طعم الانتصار سوى مرتين فقط منذ بداية الموسم الجاري، مقابل 10 هزائم، وهو الواقع الذي زاد متاعب الفريق في قاع الجدول، وبات معه قريبًا من السقوط في غياهب الهبوط.
ورغم كل شيء قد يثير مخاوف جمهور النموذجي، أعرب يانيك فيريرا، عن ثقته الكبيرة في لاعبيه، من خلال عطائهم الفني عبر المواجهات السابقة، رغم الظروف التي وقفت في وجه الفريق وحرمته من الخروج بالنقاط الثلاث.
ووصف البلجيكي موقعة الأهلي بالمهمة للغاية، والتي تمثل نقاطها مطلب رئيس بالنسبة لفريقه، رغم خسارة الفريق 4 لاعبين بسبب الإيقاف، وهو ما علّق عليه المدير الفني للفتح: «بالطبع خسرنا مجموعة من اللاعبين الأساسيين ولكن لدينا بدلاء مستعدين والحاضر يعوض الغائب».
ويحتلّ الأهلي المركز الثالث على سلم ترتيب دوري المحترفين السعودي، برصيد 33 نقطة، بفارق ثماني نقاط فقط خلف المتصدر الهلال، بينما يعاني الفتح في قاع الجدول؛ حيث يقبع في المركز الأخير برصيد 12 نقطة.
اقرأ أيضًا: