وضعت رؤية السعودية أهدافا كبيرة ارتبطت بأرقام طموحة يرددها كثير من الناس، داخل المملكة وخارجها كانت تلك الأرقام تواجه بالتشكيك والاستغراب من خارج المملكة، إذ كيف يمكن الوصول إلى 30 مليون معتمر في 2030 في دولة كان عدد المسافرين منها وإليها لم يتجاوز 100 مليون مسافر بما يحقق رقماً طموحا يصل إلى 330 مليون مسافر.
بعيداً عن التنظير وانتقالاً إلى واقع تنفيذ الطموحات، واستنادا إلى لغة الأرقام وتحليلها، أعلن معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة - خلال كلمته في معرض الحج والعمرة -المقام مؤخراً، أنَّ عدد المعتمرين خلال عام 2023م قد وصل إلى رقم قياسي في التاريخ يقدّر بـ 13.55 مليون معتمر. وقبل انتهاء شهر ديسمبر 2023م، وخلال اجتماع اللجنة التوجيهية للاستراتيجية الوطنية للطيران، ذُكر أن عدد المسافرين المتوقع لعام 2023م هو 108 ملايين مسافر متجاوزاً رقم عام 2019م بثمانية ملايين مسافر.
ماذا تعني هذه الأرقام المبشّرة؟ ... تعني أننا ربما نصل إلى الأرقام التي تستهدفها الرؤية قبل الموعد المحدد، وأننا قد تجاوزنا تحديات جائحة كورونا، في حين أن بعض الدول مازالت تراوح مكانها وتحاول الوصول إلى الأرقام التي حققتها في فترة ما قبل الجائحة. والسؤال الكبير الذي سوف يطرحه المتخصصون هو: "كيف ستتحقق تلك الأرقام الطموحة؟"، إذ مازالت الأرقام المتبقية كبيرة، ففي العمرة مازلنا نحتاج إلى 16 مليون معتمر لنصل إلى الرقم المستهدف، وفي قطاع الطيران نحتاج إلى قرابة 220 مليون مسافر لتحقيق الهدف.
في العمرة هناك مشروعات عدة تحت الإنشاء، سوف تسهم جميعها في تحقيق الأرقام المطلوبة .. من فنادق جديدة وشبكة نقل عام ومناطق سكنية وبنية تحتية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، تشمل المناطق المجاورة للحرمين الشريفين، إضافة إلى المواقع التاريخية والإثرائية. وفي الطيران، يجري الآن الإعلان عن شركات طيران وطنية جديدة وتوسّع في شركات قائمة بدأت جميعها الإعلان عن صفقات شراء أعداد كبيرة من الطائرات، وتدشين وإنشاء مطارات جديدة في المدن الرئيسية وفي المحافظات؛ لاستيعاب الأرقام الطموحة.
أكثر شيء يدعو للتفاؤل بعد ذكر هذه الحقائق هو كمية الوظائف التي سوف تخلقها تلك الأرقام .. الخير مقبل بإذن الله.
