مضامين كلمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تحت قبة الشورى في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، جاءت لتؤكد على توجهات عديدة تتعلق بالسياسات الداخلية والخارجية للمملكة. كما أنها تؤكد أن المواطن هو عماد في هذه التوجهات والتي تترجمها العديد من البرامج ومن أبرزها رؤية 2030.
حديث ولي العهد أشار إلى حرص المملكة على حماية الهوية والقيم الوطنية، وهذا تأكيد على أن المستقبل هو امتداد للحاضر والماضي، وأن تطوير المستقبل يأتي من الاهتمام بالحاضر والماضي أيضا. ولا شك أن القيم والهوية لا يمكن أن تثمر بدون أن يكون هناك اهتمام بالمواطن، فشعور المواطن باهتمام قيادته به، يجعله يهتم بهويته وقيمه ووطنه ويحافظ عليها.
إن حديث ولي العهد الذي خص به المواطن يأتي من الرؤية التي يشرف عليها سموه والتي هي في الأصل ليست خطة، بل تحول شامل في حياة "مواطن المستقبل" باعتباره شريكا ومحركا رئيسيا لهذه الرؤية الطموحة. إن الرؤية استثمرت في الانسان من خلال التعليم والتدريب والمنافسة في سوق العمل، وخلق الفرص المستمرة للتقليل من البطالة حيث وصلت المملكة لمستويات مميزة في خفض البطالة أي حوالي ٧.٦٪ بعد أن كانت ١٢.٨٪ في ٢٠١٧م.
إن المواطن ليتلقى عناية فائقة من خلال جودة الحياة وتطوير البنية التحتية وتعزيز خدمات السياحة والترفيه والخدمات العامة، كما أن هناك برامج ركزت على المسؤولية المجتمعية والتي تؤهل المواطن للمشاركة في صنع القرار وهذا يؤدي بدوره إلى مجتمع حيوي. ولا يمكن إغفال حديث سموه في الاهتمام بالمواطن من خلال ارتفاع نسبة تملك المساكن للمواطنين من ٤٧٪ في ٢٠١٦م إلى ما يزيد عن ٦٣٪، وهذه نسبة ساهمت في حلحلة مشكلة السكن التي كانت تؤرق المواطن.
بقي القول، إن أحاديث القيادة ليست مجرد تذكير بالمنجزات والتغني بها، بل هي تذكير بكيف كانت بداية المشاريع، وأين وصلت وماذا ينتظرنا في المستقبل. إن خطاب ولي العهد حفظ الله يؤكد أن ما تم ذكره يأتي من باب الاهتمام بالمواطن ومشاركته بمعلومات تهمه، وهذا تأكيد على أن المواطن يأتي في قلب الرؤية وعلى رأس اهتمامات القيادة.
باحث دكتوراه في المحتوى الرقمي في جامعة كمبلوتنسي مدريد- إسبانيا