مايسترو الاتصال الحكومي

تابعت باهتمام كبير نشاط مركز التواصل الحكومي في مناسبات عدة، فوجدت بأنه جاء ليكمل مسيرة حافلة لجهود وزارة الإعلام، ويتكامل مع أنشطة إدارات الاتصال في مختلف الجهات الحكومية، وأجد أن الدور المهم الذي يلعبه كـ«مايستروا» يدير أوركسترا ضخمة من العازفين على آلات مختلفة؛ ليخرج للجمهور معزوفة متناسقة متناغمة.

يلعب المركز دور صانع الهوية، والخطط الإعلامية، والتأكد من أنها تنفذ بالشكل الصحيح؛ حيث بادر إلى ابتكار الهوية البصرية لعدة مناسبات، مع إصدار أدلة استخدام الهوية، كان آخرها حملة كلنا مسؤول وحملة أبطال الصحة وحملة التطوع الصحي، تاركًا المجال للجهات الحكومية لتطبيق تلك الهوية وتكاملها مع هويتها الخاصة، وهذه ممارسة جديدة احترافية تحسب للمركز.

غير أنني وجدت أن من أدق وأهم الأدوار التي لعبها المركز خلال أزمة كورونا الأخيرة، كان في الدعم الإعلامي للمتحدثين الرسميين، من خلال تقييم المتحدثين الرسميين، وإصدار دليل إرشادي لهم، ودليل مصطلحات الأزمة، وذلك لتوحيد اللغة الإعلامية بين وسائل الاعلام والأجهزة الحكومية. وأطمع أن يستمر العمل في هذا المجال لما له من آثار إيجابيه كبيرة لمسناها خلال تلك الازمة؛ حيث كانت إدارة الازمة الإعلامية واحدة من أكثر القصص نجاحًا.

إن ما يشهده وطننا الغالي من تطورات متلاحقة، وزخم عملي على كل الأصعدة، بكل الإلهام الذي تبثه رؤية المملكة 2030، وبكل الدعم والتوجيه والقيادة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان عراب الرؤية وصانع التغيير، كل ذلك يستحق تكثيف الجهود الاتصالية ورفع درجات التنسيق؛ لضمان وصول الرسائل الاتصالية بشكل واضح إلى الجمهور المستهدف، سواء كان داخليًا أم خارجيًا، وليس ذلك بالعمل السهل، غير أن همة السعوديين مثل جبل طويق كما قال ذلك يومًا الأمير محمد بن سلمان.