الوحش الاستهلاكي

الوحش الاستهلاكي

قبل نهاية العام المنصرم «أعاد الله علينا تلك الأيام» غرّد شيخنا الاستثماري رياض الحميدان أن بداخلنا وحش استهلاكي يحتاج إلى ترويض ! وسأل متابعيه هل لديك القدرة على ترويضه؟!

في الحقيقة أجبت حينها أن الوحش وصف لا يليق في اعتقادي، بالرغم من استشعاري بإفراط قد يتراوح بين الإسراف والتبذير؛ ولكن ربما لقوة شيطان الاستهلاك جعلني أمقت هذا الوصف وأسعى إلى تلطيفه.

وبعد التسبيح قلبت دفاتري فلم أجد مخرجًا واحدًا يجعلني أحسِّن من نفقاتي الشهرية ، كما أن مفاجآتي الشهرية لا تنتهي ولا أعلم سبب ذلك حرفيًا حينها .

يُكثر شيخ الاستثمار من عبارات الادخار وثقافته ومن ثم يطالب بالاستثمار الأمن على المدى الطويل، وتجد أن الأغلب يتمنى ذلك ولكن الواقع يختلف تمامًا ، فالبعض لا يريد استثمارًا ولا حتى ادخارًا، فقط يرغب بأن يكفيه مرتبه إلى آخر الشهر وهذه نعمة عظيمة بحد ذاتها لو تحققت.

وفي خضم هذا التحليل الاقتصادي اجتاحنا فيروس كورونا وتطورت أحداثه حتى أصبحنا في وضع الحظر والمنع والتحذير والانكماش والانخفاض وتنبؤات ما بعد كورونا .

وفي تلك الأثناء يصبحني أستاذي عامل المعرفة الدكتور أحمد العرفج من سطح منزله بفوائد كورونا وبدأ يزيد في الفوائد حتى بلغت المائة فطرأ علي تغريدة شيخ الاستثمار رياض الحمدان ومزجتها مع نواصي عامل المعرفة فظهرت بدرس رائع وجميل وربما أن حياتي تغيرت فعليًا من جراء ذلك.

بالفعل مع هذه الجائحة وحش الاستهلاك فرّ من أمامنا ووجدنا أن أغلب مصروفاتنا تذهب في أمور ليست في محلها تمامًا، وأعتقد أنه آن الأوان أن نتعلم كيف نروض هذا الوحش الذي فتك بمستقبلنا المالي وربما أنها كانت فرصة لنا أن نحمد الله على مثل هذه الظروف التي تمكنا أن نهدأ قليلًا ونراجع حساباتنا ونعيد تخطيط أمور حياتنا .

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa