إمارة المدينة المنورة والجامعة

تلعب الإدارة المدنية عبر الأمراء أو العمد أو الرؤساء المختارين دورا بارزا في دعم التعليم بشقيه العام والجامعي عبر الدعم اللوجستي ومتابعة المسيرة التعليمية، انطلاقا من اضطلاع الإدارة المدنية بمجموعة من الوظائف والمسؤوليات التي تساهم في تحقيق الأهداف التنموية والتعليمية في المدن والمناطق.

ولا شك أن إمارات المناطق في السعودية تقوم بدور بارز في دعم العملية التعليمية من خلال رعاية وحضور الأنشطة التعليمية المتعددة، والمؤتمرات والندوات وتوجيه المؤسسات ذات العلاقة بدعم القطاعات التعليمية، وهذه العلاقة تتطلب تميزا وتطورا مستمرا ورسم الخطط ومراجعتها لخدمة الاتجاهات التنموية والاقتصادية والثقافية في المنطقة بالتعاون مع الجهات الأخرى.

ومن ينظر إلى تقييم الجامعات والذي تصدره سنويا العديد من الجهات، مثل تصنيف شنغهاي و QS، يشاهد أن الجامعات في المدينة المنورة تحتاج لخطط واضحة تتعاون فيها جميع القطاعات بقيادة إمارة المنطقة لتحسين موقع هذه الجامعات في هذه التصانيف ورفعها، مما سيكون عاملا مهما ومساعدا لتحقيق العدد من الفوائد من أبرزها جلب العلماء والمفكرين وأساتذة الجامعات وخصوصا المسلمين، انطلاقا من قوة المدينة المنورة الناعمة والمؤثرة في أكثر من مليار مسلم حول العالم.

ولعل أغلب التصانيف العالمية تعتمد في تقييم الجامعات على جودة التعليم، وجودة أعضاء هيئة التدريس، والمخرجات البحثية، والإنجاز الأكاديمي مقارنة بحجم المؤسسة، ففي تصنيف شنغهاي الذي يشمل أفضل ١٠٠٠ جامعة -مثلا- يتم منح كل معيار وزنًا معينًا في عملية التصنيف، حيث يمثل معيار جودة التعليم 20٪ من الوزن، ومعيار جودة أعضاء هيئة التدريس 20٪ من الوزن، ومعيار المخرجات البحثية 40٪ من الوزن، ومعيار الإنجاز الأكاديمي مقارنة بحجم المؤسسة 20٪ من الوزن.

ويوجد في المدينة جامعات حكومية وخاصة وتستطيع هذه الجامعات التقاطع مع إمارة المنطقة في رسم خطط استراتيجية وتنفيذية ذات مؤشرات يجعل هذه المؤسسات التعليمية تتقدم في تصنيف الجامعات العالمية، ومن هذه الخطط على سبيل المثال لا الحصر تخطيط وتنظيم الأنشطة الجامعية سنويا، وتطوير سير العملية التعليمية، ومعالجة المشكلات والتحديات، والدعم اللوجستي، ووضع خطط استراتيجية تلبي احتياجات المجتمع وسوق العمل، وتحسين جودة التعليم، والحث على تعزيز البحث العلمي وتكريم الباحثين، وكذلك تعزيز الشراكة بين الجامعة والمجتمع المحلي، والتأكد من استفادة المجتمع المحلي من الخريجين وقدرتهم على الحصول على الوظيفة المناسبة بما يتوافق مع تنظيمات سوق العمل في المنطقة.

بقي القول، إن التعاون بين إمارة المنطقة والجامعات سيؤدي بلا شك إلى تحسين مخرجات الجامعات وتقدمها في التصنيف العالمي للجامعات، مما سيثمر في استقطاب العلماء والباحثين، وتطوير استراتيجيات التعاون بين الجامعة والمجتمع المحلي، مما يؤدي لتطور التعليم الجامعي في المنطقة وتحسين جودة البحث والتعليم والتطوير والابتكار.

ـــ

أكاديمي بقسم الإعلام بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وباحث دكتوراه في المحتوى الإعلامي الرقمي بجامعة كمبلوتنسي مدريد، إسبانيا.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa