إدارة الحشود من الخبرة إلى الخبراء

لقد منّ الله على هذه البلاد المباركة بخير وفير ومستقبل بدأت تظهر ملامحه من خلال رؤية مباركة مليئة بالمناسبات والتجمعات الضخمة، معتمرون وحجاج يأتون من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم، أعداد تتوافد بأرقام كبيرة من الناس تتجاوز عدد سكان دول مجتمعة، تجتمع في مساحات صغيرة "المسجد الحرام، عرفة، مزدلفة، منى" وفي الوقت نفسه، مناسبات أخرى عالمية فورمولا ون، وأخرى نوعية، مثل منتدى الرياض الاقتصادي FII، ومناسبات ضخمة متعلقة بالترفيه ومواسم تنتقل من منطقة إلى أخرى، ومؤخرًا المشاركة السابقة في دبي اكسبو 2020.

هذه الأرقام الكبيرة من الزوار والظروف الصعبة "مساحات صغيرة، فترة زمنية قصيرة، أجواء قاسية بعض الأحيان، وتحديات أخرى"، كل ذلك كوّن لدينا كفاءات وطنية في كل قطاعات الدولة العسكرية والمدنية وفي الشركات التي تقدم الخدمات المختلفة، هذه الكفاءات تمتلك خبرات تراكمية أثبتت جدارتها كلاعب أساسي في فريق الوزارة أو الشركة لا يمكن الاستغناء عنه، أسماء معروفة بعينها بنت سمعة جيدة لنفسها من خلال إخلاصها واحترافيتها في إنجاز الأعمال المسندة إليها، فأصبحت معروفة ليس فقط في القطاع الذي تعمل فيه بل لدى كل الجهات التي تشارك في تلك المناسبات.

اقرأ أيضاً
500 موظف لتنظيم حركة الحشود داخل المسجد الحرام

إدارة الحشود من الخبرة إلى الخبراء

أغلب هذه الكفاءات الوطنية كانت نتيجة مواسم وخبرات محلية، ويمكننا صقل هذه الكفاءات ورفع مستوى الاحترافية لديها لتتحول من مستوى كفاءات جيدة إلى مستوى خبراء، وذلك عن طريق إشراكها في محافل دولية "معارض، مسابقات، مؤتمرات، حفلات ... إلخ"، فمن خلال علاقاتنا السياسية الجيدة مع دول العالم، لم لا نطلب إشراك بعض الأسماء السعودية "الشابة" في تنظيم مناسبات بعينها، بالإضافة إلى إدخالهم في دورات متخصصة ذات قيمة وجودة عالية، النتيجة سوف تكون مذهلة بكل تأكيد، سوف تصبح لدينا مجموعة كبيرة من الخبراء في إدارة الحشود تمتلك خبرات عالمية ومحلية في هذا المجال، ويمكن أن تتحول هذه الخبرات لاحقًا إلى مركز عالمي للأبحاث أو استشاري في مجال إدارة الحشود، يعكس تطور البلد ويقدم خدماته للعالم.

ثلاثة شروط لضمان نجاح هذه الفكرة: اختيار الأسماء بعناية من كل القطاعات، اختيار المعهد الأفضل في العالم من ناحية التدريب، المشاركة في تنظيم المناسبات وليس زيارة المحافل الدولية والوقوف عليها وحسب.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa