هل فكرت يوماً في الأسباب التي تجعل شركات الطيران تختار رعاية الأندية الرياضية؟.
في عام 2004 قرَّرت شركة طيران الإمارات القيام بخُطوة استثمارية غير تقليدية؛ لزيادة انتشار علامتها التجارية حول العالم، واختارت التوجه نحو الملاعب الخضراء، لكن هذه المرة لم يكن الهدف من هذا التوجه هو نقل الركاب!.
الأمر الذي لم يكن مفهوماً للكثيرين، فما الذي يدفع شركات الطيران للإستثمار في رعاية فريق رياضي؟.. ألم يكن أكثر نفعا وأكثر ملاءمة لها توجيه تلك الأموال بتوسيع أسطول الطائرات أو تحسين الخدمات الجوية؟.
في الواقع، تفتح الرعاية الرياضية آفاقاً مختلفة؛ لجذب العملاء و يعتبر الدخول إلى عالم الرياضة وسيلة فعالة لربط العلامة التجارية بحياة الناس اليومية.
كإحدى أولى الشركات التي ترعى فريقا رياضيا، وكخطوه غير مسبوقة, أبرمت طيران الإمارات اتفاقيه لتصبح الراعي الرسمي لأحد أشهر الأندية الرياضية في العالم وهو فريق أرسنال الإنجليزي ومقره العاصمة الإنجليزية لندن.
وعلى الرغم من الانتقادات والجدل الذي رافق شراكة خطوط الإمارات مع نادي أرسنال العالمي؛ فقد استطاع طيران الإمارات وبجدارة أن يتجاوز التوقعات، وذلك بتحويل الإستثمارات الضخمة التي بلغت قيمتها ملايين الدولارات إلى عوائد مالية مجزية؛ مما جعلها نموذجاً يُحتذى به في تحويل الإستثمارات إلى نجاحات وإنجازات.
تُعد هذه الرعاية أحد أهم وأبرز الرعايات الرياضية المؤثرة حتى تاريخ اليوم؛ حيث ساهمت هذه الشراكة بتوسع انتشار طيران الإمارات وبشكل ملحوظ داخل الملعب، وذلك من خلال اللوحات الإعلانية وعبر قمصان اللاعبين؛ مما ساعد في الوصول إلى جمهور أوسع يتابع الرياضة بشغف حول العالم مُعززاً بذلك حضورها؛ مما أضفى على علامتها قيمة إضافية تمتد إلى ملايين المشجعين.
في المملكة العربية السعودية، شهد دوري كرة القدم عدة شراكات للنقل الجوي بين الأندية وشركات الطيران، منها شراكة النادي الأهلي والخطوط القطرية، ثم الأهلي مع الخطوط السعودية، إضافة إلى شراكة نادي النصر مع طيران الاتحاد الإماراتية، إلا أنَّ شراكة طيران ناس مع نادي الهلال في شهر سبتمبر الماضي، ستمثل نقطة تحول في هذا الملف، خصوصاً أن الرعاية تعد الأولى من نوعها لنادٍ لكرة القدم في الشرق الأوسط الذي تشمل رعايته الجوية تخصيص طائرة بتصميم يحمل هوية النادي والشركة full livery.
ومن شأن مثل هذه الشراكة تحقيق المصلحة للطرفين، عبر المساهمة في تسهيل تنقلاتها ودعم مشاركات النادي في البطولات والمباريات، وتوفير رحلات خاصه لنقل الفرق في المسابقات الرياضية المحلية والاقليمية، فضلاً عن تعزيز الصورة الذهنية لشركة الطيران محليا ودوليا.
ومن هذه الزاوية يمكن فهم رعاية طيران ناس لنادي الهلال السعودي، الذي يُعد واحداً من أبرز وأنجح الأندية الرياضية في السعودية وفي المنطقة حيث يلقب بالزعيم نظراً لعدد بطولاته الكبير محليا وسيويا مع تأهله لكأس العالم للاندية مرتين. حيث تعتبر هذه الشراكة خطوة استراتيجية ذكية من الناحية التوسيقية؛ تهدف إلى الجمع مابين قوة العلامة التجارية لطيران ناس وشعبية نادي الهلال الواسعة.
ورأيي أن الشراكة منسجمة في أبعادها مع شعار طيران ناس (نأخذكم لمدى أبعد)، حيث يمكن تفسير الرعاية الجديدة على أنها فرصة لتجربة جديدة في السفر والتفاعل مع مناسبات كرة القدم ومسابقاتها الحيوية محلياً وخارج حدود المملكة، متى ما أحسن طرفا الاتفاقية تفعيل بنود الرعاية وابتكار أفكار قريبة للجمهور وتلامس اهتمامه وشغفه بالرياضة والسفر. وهو ما سينعكس على تعزيز تجربة السفر لمشجعي النادي، والمسافرين ويمنحهم تجربه سفر ثرية، فضلاً عن ارتباط العلامة التجارية لشركة الطيران بالنجاح والفوز والتفوق.
