شعور وشِعار وواقع
(همة حتى القمة) الشعور هو ما يَدفع بآلات البدن للعمل، والشعار هو ما يُخبِر البعيد بالاتجاه المقصود، ويُذكر القريب بالهدف المنشود. والواقع هو ناتج كل ذلك.
تعلمت في حياتي أن أي منظمة -ناجحة- يجب أن يكون لها رسالة، وأهداف. وقبل ذلك لها (رؤية). ونحن في هذه المملكة لطالما كنّا نُجدفُ، كلٌ منا يجدف تجاه هدفه النبيل، لصالح منظمته، وزارته، شركته، مؤسسته...
لكن المشكلة كانت عدم وجود رؤية واضحة، توضع نصب أعيننا. ونراعيها في كل خطوة، وفي كل قرار. بعدما أصبحت لنا رؤية 2030 أصبحنا نعلم أين نحن؟ وأين نريد أن نكون؟ وما السُبل لذلك؟ وما المعوقات؟ فأصبحت خطواتنا مدروسة بشكل أكبر، وقراراتنا عملية بشكل أكبر، والأهم أننا نسير بالاتجاه الصحيح.. كثير من الجهود كانت مهدرة بين الوزارات؛ ليس لسوء فيها، ولا لقصور في وزرائها، ولكن بكل بساطة، كان كل فريق يجدف باتجاه هدفه، ومن الطبيعي أن يكون هناك تعارض في بعض الحالات، وضياع للجهود. وكناتج؛ تأخّر للمسيرة.
(همة حتى القمة) بدأت بكلمة (همة) والهمة تبدأ من ذات الشخص، بدافع قناعة وإيمان. (حتى) امتداد زمكاني، يقول للزمان: أنا للهدف مها سعيت، ويقول للمكان: للوطن مكانة يجِب أن يصلها. (القمة) قاف النهايات، وميم الالتئام وتاء الاندفاع تنبئُ عن هدف هو الغاية يصل بالوطن لنهايات قمم المجد. وبعد كل قمة هناك قمة أعلى وإلى تلك القمة.
بلوغ القمة ليس بالأمر السهل. ولكنه أسهل وآمن في حالة وجود خطة. والخطة تنبثق من الرؤية ابتداءً، تتبعها خطوات على أرض الواقع. ومن الواقع الملموس ما نراه من تطور غير مسبوق في تسهيل الإجراءات، وتوضيح الأنظمة، بل وإعادة هيكلة تنظيمات بين دمج وفصل أو إعادة ترتيب. نرى التطور على مستوى الوزارات لا يتوقف.
نرى الحرب التي قادها الأمير الشاب صاحب الرؤية على الفساد. نرى نتائجها، ونلمسها واقعاً. نرى كيف أصبح المواطن قادراً على انهاء اجراءٍ في غضون سويعات من منزله، وعبر جهازه الجوال، بعدما كان يجوب الوزارات، ويراجع ويراجع. نرى كيف أنه كان هناك من الجهود المهدرة الكثير. نرى كيف أنه بوجود (ملك الحزم) وبولي عهده (صاحب الرؤية والعزم) وشعب كــ (جبل طويق) أنه لا مستحيل.
تسعون عاماً ووطني بخير، ولا نزال في البداية وعلى الطريق، والقمة هي الهدف...
دمت بخير يا وطني قيادةً وشَعباً