لا غرابة فلن آتي بجديد أنا أو غيري، لكنني سأقرر الأكيد، وهو تميز بلادنا المملكة العربية السعودية في خدمة الحجيج، فعلى هذا النهج الفريد سارت بلادي منبع الخير والإحسان، مملكة كرامة الإنسان.
فمنذ تكوين هذا الوطن العظيم المملكة العربية السعودية على يد الملك المغفور له بإذن الله عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي جعل من أولى أولوياته خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وعلى هذا النهج سار أبناؤه البررة الكرام فازدهر الحرمان الشريفان، وتجلت العناية بهما وقاصديهما، حتى غدتا دوحة للعبادة والسكينة، نعِم فيها الزائرون والقاصدون بطمأنينة وإيمان، ورغد عيش، وأمن وأمان، فسخرت جميع الإمكانات دون عد أو حساب.
فمن ذلك الوقت ومروراً بتولّي حكام هذه البلاد الطاهرة مقاليد الحكم، ووصولاً إلى هذا العصر المزدهر الذي تألقت فيه بلادنا بجميع شؤونها، وتعدُّدِ مصالحها، وتنوع مرافقها، وتمايز أنظمتها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وأدام عزه، يعاضده ساعده الأيمن ولي عهدنا الأمين الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء حفظه الله وأطال في عمره، فلقد سُخِرت جميع الإمكانات لخدمة الحرمين الشريفين ورعايتهما والعناية بقاصديهما، حتى وصلت إلى مكانة عالية لا تستطيع أن تجاري هذه الجهود دولاً مجتمعة.
فمن تميّز إلى تميّز آخر، ومن إبداع إلى مثيل له عاماً بعد عام، رغم كثرة الوفود، وتنوع اللغات، وتعدد الأشكال والجنسيات، وتغير الثقافات، فلا هتافات تعلو شعار الإسلام وأن يؤدي الحجاج وضيوف الرحمٰن وقاصدي الحرمين الشريفين منسكهم بسلام آمنين.
إن في نجاح حج عام ١٤٤٤هـ إضافة إلى سلسلة النجاحات المتكررة المتوالية بفضل الله، ثم بفضل ما توليه حكومتنا الرشيدة في خدمة الحج والحجيج، ثم بفضل الرجال الأوفياء المخلصين لدينهم ووطنهم في كافة القطاعات المتنوعة المكلفة بخدمة الحجاج والحجيج والمشاركة في تقديم الخدمات لضيوف الرحمن، فقد برزت لقطات فريدة تظهر الإنسانية والرعاية المخلصة لخدمة الحجاج إبتغاء ما عند الله من الأجر والمثوبة، دون تكلف أو بحث عن الكاميرات والشاشات، حقاً يستحق كل من شارك من الجهات في خدمة الحجيج مقال يبرز الإنجازات ويظهرها بجلاء فهم من خير الأمثلة على تميز هذا الوطن المبارك بحكومته وأبنائه، فلا غرابة على التميز والإبداع الذي يقف خلفه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ويتابعان أعماله، ويرئس لجنة الحج المركزية سمو وزير الداخلية حفظه الله، ويرأس اللجان الفرعية سمو أمير منطقة مكة المكرمة وسمو أمير منطقة المدينة المنورة حفظهما الله، وتتظافر القطاعات المشاركة، لتكون يداً واحدة في خدمة ضيوف الرحمن والعناية بشؤونهم، فمن أبرز الجهات المشاركة التي كان لها الأثر الواضح في نجاح حج هذا العام القطاعات الأمنية باختلافها، فهم العيون الساهرة الذين يعملون بصدق واحتراف وإتقان، وكذلك العاملون المشاركون من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الذين قدموا خدماتهم لضيوف الرحمن وقاصدي الحرمين الشريفين بكل جودة وتنوع وحرص على التميز، وكذلك المكلفون من وزارة الحج والعمرة فهم المتميزون يإدائهم وخططهم الناجحة وأثرهم البارز، وكذلك المكلفون من وزارة الصحة فهم الجنود الأوفياء يطمئنون ويعالجون لينعم الحاج بحج آمن وسليم، وكذلك المكلفون من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد فهم الدعاة إلى الله لتبيين الحق للخلق وتعليمهم ما ينفعهم، وكذلك المكلفون من الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين قدموا ويقدمون وسائل توعوية مبتكرة بتقنيات ووسائل حديثة.
وغيرهم من الجهات الخدمية والإعلامية والخيرية والتطوعية، فكان الجميع يداً واحدة لراحة ضيوف الرحمن وتميز الحج.
فما أقرّره في نفس كلّ قارئ هو أن ما تقوم به مملكتنا الغالية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله في خدمة الحج والحجيج وتنظيم الحشود والعمرة والزيارة والحرمين الشريفين لن تستطيع دول مجتمعة في أن تؤدي نصفه، أو تقدمه دون مقابل.
حفظ الله بلادنا وولاة أمرنا ورجال أمننا من كل سوء ومكروه، ووفق الله ولاة أمرنا وكل من قام على خدمة الحجاج وساهم في نجاح موسم حج عام ١٤٤٤هـ وجزاهم خير الجزاء، وأدام علينا نعمة الأمن والإيمان.