لايزال المعجبين بأولمبياد الكيمياء يتحدثون عن جماليات الاستضافة وفكرتها وسمو أهدافها، والحقيقة أنني ممن حضر الافتتاح الذي احتضنته جامعة الملك، ومشكورةً وزارة التعليم على توسيع رقاع الدعوة، وليس من المنطق أن أحدثكم بعد مضي أسبوعين تقريبًا من المناسبة عن أهداف الأولمبياد ،وفكرته،وعالميته.
صحيح أن الصدى الإعلامي للحدث نسمعه حتى الآن، ولكن ربما أن صورًا من ذكريات الجو الجامعي الشريك الاستراتيجي في الفعالية سيطر على اهتماماتي، وبالتالي لن يكون لحديثي الآن تاريخ انتهاء مرتبط بالتظاهرة العلمية تلك.
ذكريات الدارسة الجامعية، شكل المبنى الجامعي،مكاتب الأكاديميين،م طعم الجامعة، المكتبة.. لاينقص إلا أغنّي" كل شي حولي يذكرني بشي".
مما هيضني أيضا للكتابة مذكرات الطلاب التي نجدها في أماكن تجمعهم ،والهيض والتهيض هنا بمعناه الشعبي الصرف في جنوب المملكة " تحريك المشاعر الإبداعية " ..
وطالما أن اللغة دخلت في الخط فالقصة لم تنتهِ بعد ، إذ في طريقي إلى قاعة الشيخ حمد الجاسر مقر الحفل، وجدت مذكرةً للنقد الأدبي،ي بدو من وضعها أنها في ساعة الوداع الأخيرة، فكانت فرصةً أراجع مع ذاكرتي النقد ومدارسه العالمية،و عمالقته في تلك القلعة، وأكيد أنكم عرفتم أول اسم تذكرته ..لاشك إنه "البروف" عبدالله الغذّامي .
اصطحبت المذكرة إلى مقر الحفل تارةً أقرأ عنوانًا في النقد،وتارةً تبهرني لقطة من الحفل،والنهاية أبشركم امتلكتُ المذكّرة بقانون المال السايب يعلم ..
لمن سأل عن المذكرة؟ هي في مكتبتي بخير وصحة وسلامة، ودعوت لصاحبها بما دعا به لنفسه على الغلاف : اللهم أن هذه المادة صعبة ودكتورها صعب فنجحني، فامّنتُ على دعائه ، وزدت من عندي وحسّنْ خطه ..
كان الأولمبياد مهرجانًا علميا فيه مشاهدًا جداً جميلة، وإن كانت زاوية الرؤية عندي تختلف عن من حضر وهم من أهل الاختصاص .. (بيني وبينكم ) أغلقت كتاب الكيمياء، وجلست في المسرح أشاهد بلدي من جوانب عدة ، أقرأ صورة بلدي في أعين أكثر من ٩٠ دولة في المسرح: الأمكانيات التنظيم ،التقنية،الأصالة ،الموروث العمق ،التجديد ؛ مستحضرًا في ذهني تلك الإطلالة الرائعة لأمير الرؤية محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه، وهو يشرح رؤية المملكة وفجاةً تُعرض صورته على شاشات المسرح لتحييه ٩٠ دولةً تحيةً تهزّ المكان ..
نعم ، قيادتنا جعلت لنا ثقلاً ووزنًا ،وكل ما شاهدناه ما هو إلا صورة للذين صعدوا السلّم بأفكار تلك الرؤية المباركة، فشكرا لمن وضع السلم في المكان الصحيح، وتحيةً لمؤسساتنا التعليمية، وبطاقة تميز للتواصل الداخلي بوزارة التعليم...لكم أجمل تحية.