المنشطرون

أنتجت شركة أبل مسلسلا تدور أحداثه حول شركة تزرع في أدمغة بعض موظفيها كبسولة بحيث تفصله عن العالم الخارجي بمجرد دخوله لبوابة العمل والعكس صحيح ويسمى هؤلاء الموظفون بالمنشطرون؛ لأن شطرا للحياة العادية الخاصة وشطرا آخر للعمل، وهذا كله برضى الموظف نفسه وتدور أحداث درامية كقصة ولكن الفكرة الأساسية وهي زرع تلك الكبسولات.

والأمر عندي من ثلاثة محاور أولها هو بعد متابعتي لبعض المسلسلات الرمضانية وبعض الدعاية لها قلة فقط من آتى بجديد ويحاكي المستقبل أو العصر التكنولوجي الذي نعاصره من حيث السيناريو فالغالب مكرر ولكن بقالب حديث وهناك من يتعاطى مع الماضي بتعمق واطراد.

اقرأ أيضاً
«الخميسي» يشكر وزارة الاستثمار لتسهيل شراكة «الاتحاد السيبراني» مع شركة أبل
المنشطرون

ومحورنا الثاني أن حلم وأمل كثير من المؤسسات والشركات وأصحاب الأعمال في إيجاد طريقة تجعل الموظف عندما يأتي للعمل لا يفكر إلا في إنجاز ما عليه وينفصل عن حياته الشخصية (وهو فكرة مسلسل أبل) وقد تجتهد جهات العمل في ذلك من خلال تطبيقات لآليات وأدوات عمل والمتابعة بالتقييم ومراقبة الإنجاز بطريقة أو أخرى لتحقيق نسبة عالية من هذا المقصد.

ومحورنا الأخير هو أن البعض من الموظفين لا يحتاج لكبسولة الانفصال تلك عن ذاته حيث بمجرد دخوله للعمل هناك من يمتلك هذه الموهبة وهي إيجابيا مهارة طيبة تفرض التركيز وتحقق التوازن الطيب بين الذات والعمل وأنا معها ولكن هناك من هو يتعاطى مع عمله سلبيا وذلك من حيث يتخلى عن المبادئ والقيم التي ينادي بها خارج العمل فيتنمر ويشاحن ويظلم ويقوم بأمور غير مقبولة.

ولتفادي هذا الجانب السلبي تبنت العديد من جهات العمل ما بات يعرف ب"اخلاقيات العمل" و"المسؤولية الإجتماعية" فأنشأت معايير أخلاقية يلتزم بها الموظفون وأيضًا المساهمة بمشروعات تفيد وتطور المجتمعات وقد أدى في كثير من الأحيان في خلق بيئة عمل محفزة ومنتجة ومتوازنة بين القيم ومتطلبات الأعمال ومجتمع متكافل ويتطور وينمو.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa