صناعة الطيران ورؤية 2030
يعتبر موقع المملكة العربية السعودية موقعًا استراتيجيًا وإذا نظرنا إلى الخارطة نجدها في قلب العالم وهي أنسب مكان على وجه الأرض؛ حيث تربط الشرق بالغرب وهي أفضل موقع لتصبح منطقة محورية تهبط وتقلع فيها جميع الطائرات حول العالم للتزود بالوقود ومن الممكن أن يكون أكبر مستودع لشركات الشحن الجوي في العالم في أحد مطارات المملكة بحكم موقعها؛ نظرًا لكثرة نقل البضائع بين آسيا وأوروبا وأمريكا ويعتبر موقع السعودية دخلًا اقتصاديًا يضاهي دخل البترول إذا استغل واستثمر بشكل صحيح .
لدينا كل المقومات لنجاح صناعة الطيران وأهمها اقتصادنا المتين؛ ولكن هناك بعض الصعوبات التي يمكن التغلب عليها .
صناعة النقل الجوي تواجه صعوبات وتحديات يمكن القضاء عليها بسهولة.
إذا أردنا أن نرتقي بصناعة النقل الجوي لتواكب رؤية المملكة 2030 يجب علينا؛ الحفاظ على أصحاب الخبرة والتدريب والتطوير لمواكبة العصر وتحديث الآليات والمعدات الأرضية وتطوير البنية التحتية للمطارات والمرافق الحيوية والحفاظ على مستوى السلامة في جميع
مرافق المطارات ومن أهم الصعوبات التي تواجه صناعة الطيران لدينا أنه مازالت القوانين التي تتعلق بالمسافر والمستثمر قديمة جدًا ولم تحدَّث منذ عشرات السنين ولا تشجع شركات الطيران على المرور بالمطارات السعودية والهبوط والتزود بالوقود وحصول بعض المسافرين على تأشيرات عبور ودخول إلى البلد .
أسعار الوقود تعتبر الأعلى في العالم رغم أن السعودية أكبر بلد مصدِّر للنفط وهذا أكبر عائق وسبب جوهري .
تعاني شركات الطيران من البيروقراطية في الأنظمة وعدم الوضوح من جميع القطاعات العاملة في المطارات وعدم التنسيق وكل قطاع يرى نفسه أنه الأحق باتخاذ القرار ولا يتبع لأي جهة أخرى ولا يتلقَّى منها تعليمات وبذلك يكون الضحية المسافر وشركة الطيران .
تعيين واستقطاب أشخاص في مناصب في قطاع الطيران ليس لهم أي علاقة بصناعة الطيران وتختلف مؤهلاتهم وخبراتهم عن متطلبات الوظيفة وأدى ذلك إلى تهميش أصحاب الخبرة وخلق لديهم نوعًا من الإحباط وتقاعد البعض والبعض الأخر استفادت منه شركات طيران أجنبية ودول خليجية وأثبتوا جدارتهم هناك .
كما تحتاج شركات الطيران لدينا لتطوير وتحديث أسطولها وإدخال وسائل الترفيه المتعددة والمقاعد المريحة والعمل على إيجاد بيئة عمل جاذبة بتشجيع موظفيها وتحفيزهم؛ لكسب ولائهم وتسخير التقنية لتسهيل إجراءات سفر العميل وتعدد وجهات السفر وتقديم العروض والخيارات المتعددة في أسعار البيع .
هناك العديد من النقاط التي لا يتسع ذكرها لتطوير صناعة الطيران لدينا لتكون السعودية من أوائل الدول في هذا القطاع.