دور التقنية في دعم مكاتب المحاماة

دخلت التقنية كل مجالات حياتنا، فلا تكاد تجد قطاعًا من القطاعات؛ إلا وكانت التقنية عاملًا مهمًا من عوامل تجدده وسرعته في تقديم الخدمات، ولذلك فقد سهلت على الكثير حياتهم، ونقلتهم من التقليدية إلى الحداثة التقنية، ولعل مكاتب المحاماة واحدة من تلك القطاعات التي كانت التقنية رافدًا مهمًا من روافد تطورها، فالوصول لمكتب المحاماة صار أسهل بكثير مع توفر موقع يقدم خدمة الاستشارات القانونية، فالمدونات القضائية صارت من الكثرة التي تجعل المواطن على مقدرة جيدة نسبيًا في معرفة متطلباته أو حقوقه وواجباته، فضلًا عن أن سوق العمل نفسه يفرض على المكاتب أن تتحول إلى المجال التقني تسريعًا وتنظيمًا لأمور عديدة كالفواتير الإلكترونية أو الإيصالات ودفع المستحقات الإلكترونية، فضلًا عن أن التحول إلى المجال التقني في قطاع المحاماة كالمواقع الإلكترونية تسمح بأن يكون المستفيد قادرًا على الاستشارة القانونية أو مراسلة المحامي على البريد الإلكتروني تسهيلًا على المستفيدين دون الحاجة إلى عناء الذهاب إلى المكتب، ذلك أنَّ زمن المكاتب الواسعة والفخمة الكلاسيكية ذات الألوان المعتادة ستذهب بسبب التقنية التي ستجعل زيارة العملاء وتقديم الخدمات القانونية كلها أو أغلبها عن بعد الأمر الذي يجعل من تلك المساحات والمكاتب ذات تكلفة مالية زائدة عن الحاجة.

وهناك العديد من الأنظمة الإلكترونية التي تعمل على إدارة مكاتب المحاماة والاستشارات القانونية بحيث تساعد مكاتب المحاماة على تنظيم عملهم، وإدارة القضايا وحفظ مستنداتها، وتقديم بيانات العمل، ورفعها للعملاء، إضافة إلى نظام المحاسبة، وتسجيل المواعيد، وإمكانية إضافة العديد من المشاريع والقضايا وتصنيفها، وإسناد فرق المحاماة الخاصة بها.

ولعل مستقبل المحاماة سيكون أكثر قدرة على تقديم استشاراته مع التطور التقني؛ إذ يمكن أن تقدم المحاماة التفاعلية حلولًا للكثير من القضايا التجارية أو الاستشارات الفردية، إضافة إلى اتساع مجالها بحيث يمكن الوصول إلى أكثر المحامين جودة عن طريق الأونلاين، أو حتى توفير استراتيجيات الابتكار لمستقبل الشركات الناشئة أو القائمة.

إن العمل على توفير مجال التقنية في مكاتب المحاماة سيعطي فرصة للمستفيدين لمعرفة مدى قدرة المكتب على تبني قضاياهم كونه كان قادرًا على مواكبة المستجدات والانتقال من الإطار التقليدي إلى التحديث، وهذا الأمر كفيل بإعطاء مصداقية أكبر لدى العملاء؛ ذلك أن الحياة المحيطة بنا تحولت في كثير من مجالاتنا إلى الجانب التقني، وقدرة المكاتب على مواكبة هذا التطور هي قدرة على معرفة مستجدات الحياة وتغيرها، ذلك أن التحول للمجال التقني سيكون من قبيل الأمر الإجباري في المستقبل القريب والذكي هو القادر على التحول معها مبكرًا.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa