جمهور الاتحاد وشركة نوكيا

تصدرت أجهزة شركة نوكيا أسواق (الجوالات) حقبة من الزمن، وكان منافسوها بعيدين كل البعد عن أرقامها العالية. اكتساح وسيطرة على كل أسواق العالم، حتى أصبحت أجهزة نوكيا مستهدفة دائماً في عمليات التقليد والغش التجاري، ومصدر إلهام للشركات المنافسة.

لقد اكتسبت الشركة ولاء منقطع النظير، لدرجة أن عملاءها أصبحوا يطلقون أسماء (دلع) على موديلات الأجهزة التي تنتجها. باختصار زالت هذه الإمبراطورية العظيمة -نوكيا- عن موقعها المتصدر بسبب ظهور تقنيات جديدة لم تواكبها الشركة، بل ظلت مصرة على تقنياتها وأشكال أجهزتها المعهودة. وباتت تلك الشركة العظيمة جزءا من التاريخ الذي مضى، والدليل على ذلك هو أن أغلب أفراد الجيل الجديد الذين تقل أعمارهم عن العشرين سنة لا يعرفون ماذا تعني كلمة نوكيا أصلا!.

جمهور الإتحاد - وهو في الأصل فريق الاتحاد- ((كانت)) كل فرق الدوري ومشجعيها تعلم أنه هو من كان يهزمها في الحقيقة وليس لاعبو الإتحاد. ذلك الجمهور الذي كان يضغط ويُحفّز ويُبكي (ويبلف) لاعبي الفريق والجهاز الإداري والفني، هو نفسه من كان يرعب ويستفز و(يوتّر) ويهزم الفريق الخصم. جمهور كان يستمع لأغانيه وأهازيجه ألد خصومه، وكان من الغريب دائما أن يَطرب و (يتسلطن ويدندن) جمهور الفريق الخاسر أمام الاتحاد تحت التأثير فن رئيس رابطة النادي الأستاذ صالح القرني، ويردد مع صالح (يا منيتي) وفريقه مهزوم!!. وكانت بعض جماهير الأندية -ومازالت- تستخدم ألحان وكلمات نادي الإتحاد.

واليوم .. فقدت إدارة نادي الاتحاد البوصلة وتصورت أن النادي هو فقط بنزيما وباقي اللاعبين، وأن الجمهور مازال على حاله وإمبراطوريته قائمة، وتغاضت عن تطور جماهير نادي الهلال مثلا، واستهانت واستهزأت بالنقلة النوعية لجمهور الأهلي، وببزوغ نور الشمس في ملعب النصر. لقد أصبحت الجماهير تعمل باحترافية وتعتمد أساليب التسويق والتنظيم والتخطيط، وتتحرك وفق تقنيات جديدة لم تواكبها جماهير الاتحاد. حتى أهازيج المنتخب في الدوحة الآن غابت عنها ألحان الإتحاد التي كانت هي الحاضر الوحيد في كل مشاركات المنتخب إلى ما قبل سنوات قريبة.

من الجميل أن نرى جماهير الأندية تتطور وتتنافس، لكن المؤسف أن نرى من كان في المرتبة الأولى يسلك الاتجاه نحو الطريق المنحدرة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa