سعادة العيد

قد مضى الصوم صاحبًا محمودًا

 وأتى الفطر صاحبًا ودودًا

ذهب الصوم وهو يحاكيك نسكًا

وأتى الفطرُ وهو يحاكيك جودا

قال العلامة ابن عابدين رحمه الله: «سُمِّي العيد بهذا الاسم؛ لأن لله تعالى فيه عوائد الإحسان، أي: أنواع الإحسان العائدة على عباده في كل يوم، منها: الفطر بعد المنع عن الطعام، وصدقة الفطر، وإتمام الحج بطواف الزيارة، ولحوم الأضاحي، وغير ذلك، ولأن العادة فيه الفرح والسرور والنشاط " حاشية ابن عابدين [165 / 2].

ومما مظاهر العيد «العيديّة» ومن مسمياتها تاريخيًا في الدولة الأيوبية اسم «الجامكيّة»، وصارت عبارة عن مبالغ تصرف من السلطان بمناسبة حلول العيد. «الجامكيّة» كلمة مشتقة من «الجامة» وهي مفردة تركيّة تعني الثوب واللباس، ويقصد بـ«الجامكيّة» ذلك المال المخصص للملابس حيث كان الهدف منها إعانة الرعيّة الفقراء وتمكينهم من شراء كسوة جديدة خاصّة بالعيد والفرح به.

وتحوّلت العيدية إلى ثقافة وعادة شعبيّة يقوم المسلمون بأدائها فيما بينهم، كنوع من التعبير عن السعادة والبهجة، وسعيًا لتحقيق التكافل والمعونة فيما بينهم.

ولما كان للعيد حكايا وقصص وأشعار وتأثيرات في حياة المسلمين نرى ذلك في التسميات ومن أشهر العلماء الذي ربط اسمه بالعيد تقي الدِّين ابن دقيق العيد رحمه الله (625 – 702هـ)، أحد الفقهاء والعلماء والمحدثين في عصر المماليك في القرن السابع الهجري في مصر ومن أشهر مؤلفاته: «إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام»

وتعود سبب شهرته باسم ابن دقيق العيد، أن جده كان يلبس في يوم العيد طيلسانا (شالٌ، وشاح، كساء يضعه بعض العلماء والمشايخ على الكتف) ناصع البياض، فقيل كأنه دقيق العيد، فسمي به ودعوا أحفاده بعد ذلك بابن دقيق العيد وهناك العديد من الشخصيات والأماكن ربطت أو كان لها علاقة بالعيد

وختامًا قال الله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) وقال ابن القيم -رحمه الله- في زاد المعاد (واصفًا حال الرسول ﷺ في العيد): «وكان يلبس للخروج إليهما أجمل ثيابه، فكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة، ومرة كان يلبس بردين أخضرين، ومرة بردًا أحمر».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa