الجودة في مؤتمرها التاسع

تم النشر في

ــ ماذا يحدث حين تجتمع ثقافة الجـودة، مع الذكاء الاصطناعي وأحدث تـقـنيات العـمل؟

    الجواب بالتأكيد سيكون رائعاً من كافة الجوانب ..

فالجودة تعني الدقـة، والحرفية، والاتقان، والتفوق، والتنمية المستدامة في كافة القطاعات.. تعني صناعات متقدمة، وخدمات راقـية، ومخرجات موائمة، ومنتجات ذات تنافسية عالية.. وحين يـتـم كل ذلك من خلال أحــدث التقنيات وأكثرها ذكاء وتقدماً، ستخرج في النهاية بمحتوى متقن عالي الجودة وقـادر على المنافسة ــ ليس فقط في أسواقنا الداخلية، بل وفي الأسواق العالمية أيضاً..

وإدراكا منها لهذه الحقيقة سعت المملكة العربية السعودية لتعزيز مفهوم الجودة ونشر تقنيات (وثقافة الجودة) في كافة قطاعاتها .. استقطبت في وقت مبكر أحدث التقنيات، واستضافت أفضل الخبرات، واستعانت بتجارب الدول الناجحة في هذا المجال. أصبحت مؤتمراتها الوطنية (الخاصة بالجودة) ملتقى سنوي لأفضل العقول والخبرات العالمية ــ وأقول هذا عن تجربة كوني حضرت أخر مؤتمر للجودة نظم في مركز الملك سلمان للمؤتمرات في المدينة المنورة.

وهذه الأيام تنظم السعودية، من خلال الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة مؤتمرها الوطنيّ التاسع للجودة في الرياض (بين 17 -19 نوفمبر الحالي) برعاية وزير التجارة رئيس مجلس إدارة المواصفات السعودية الدكتور ماجد القصبي. وفي هذا المؤتمر تستعرض الصين (ضيفة الشرف) تجربتها الناجحة في "رقمنة الجـودة"، والتي تتسق مع شعار المؤتمر الحالي: "الجودة في عصر التقنيات المتقدّمة"...

والحقيقة هي أن هـذا الشعار يجيب على السؤال الذي بدأنا به المقال حول نتائج اجتماع الجودة، مع أحدث تقنيات العمل والإبداع . فالجمع بين هذين المفهومين (خصوصا في عصر الذكاء الاصطناعي) سـينتج عنه حتماً محتوى متقدم ومنتجات تنافسية عالية تشمل كافة القطاعات. وهذا الاجتماع ــ بين المفهومين ــ هو مايميز مؤتمر هذا العام، ويشكل نقلة نوعية في مسيرة السعودية لترسيخ ممارسات الجودة التي بدأت قبل عشرين عام .. 

فـمن المعروف أن الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة أطلقت المؤتمر الوطني الأول في عام 2004 تحت شعار "السعي نحو الإتقان والتميّز بين الواقع والطموح". وكان الهدف منه ــ في ذلك الوقت ــ تقرير مستويات الجودة في كافة القطاعات، والسعي لوضع إستراتيجية وطنية توائم انضمام السعودية لمنظّمة التجارة العالمية...

ومنذ ذلك الحين توالت مؤتمرات الجودة، التي ترتب عليها المزيد من الأنظمة والتشريعات والمقاييس التي رفعت جـودة القطاعات التجارية والصناعية والخدمية. واليوم أصبحت السعودية تملك معايير تنافسية عالية تضاهي افضل الأنظمة العالمية، وتتفوق على معظم الدول العربية ــ ناهيك عن أن ترسيخ ممارسات الجودة، والارتقاء بجـودة الحياة، هـي أحد مستهدفات (رؤيـة المملكة 2030)

بقي أن أشير إلى أن القدرة على الإنتاج والإنجاز لم تعـد اليوم معياراً للتنافس بين الدول، بــل الدقــة والإتـقـان وجودة المنتج ــ التي أصبحت تشكل الفيصل بين النجاح والفـشل..

فـبدون جـودة تنعدم قيمة العمل.. وبدون معايير مرتفعة تتراجع تنافسية المنتج.. وبدون جهة رسمية مُـنظمة يُعاني المجتمع من رداءة المنتجات وانخفاض مستوى الخدمات.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa