إكسبو 2030 وفرصة العمر

قبل أن أكتب مقالاتي دائمًا ما أحب أن أدردش مع أصحاب الشأن أو المهتمين أو حتى غير المهتمين عن عناويني المقترحة، بيد أن التنافس المستمر بين السعودية وكوريا الجنوبية وأوكرانيا وروسيا وإيطاليا على إكسبو ٢٠٣٠ جعلني أنقل محاوره على من أقابلهم في العاصمة الإسبانية مدريد.

إن التنافس الكبير بين الدول المتقدمة لاستضافة ذلك المعرض يجذب أنظار العالم بلا استثناء حيث يستمر لستة أشهر، وتكتسب شهرته من خلال عرض الدول المضيفة لإنجازاتها وتقديم الحلول المستدامة للتحديات التي تواجه العالم.

كان لقائي بأساتذة إسبان في جامعة كمبلوتنسي-مدريد العريقة وفي ردهة مطعم كلية علم المعلومات فرصة لتناول حرص السعودية على استضافة إكسبو ٢٠٣٠م، حيث قال لي أحدهم إن ذلك المعرض توقيته مناسب لعرض منجزات رؤية المملكة -التي عرضتها لهم خلال الجلسة القصيرة- فالأحداث العالمية -بحسب وصفه- هي فرصة العمر لإبراز منجزات الدول على الأصعدة كافة، وتقديم الحلول المختلفة في الاستدامة والطاقة النظيفة والمبادرات الخضراء، بل ويتعدى ذلك للتعرف على ثقافة البلد وإرثه الثقافي والفني.

"هل أنتم جاهزون لإكسبو ٢٠٣٠؟"، كان هذا سؤال أحدهم، فلم أجد صعوبة في الإجابة، حيث إنّه من ناحية الكوادر البشرية، فلدينا برامج طورت المواطن وجعلته جاهز ليكون عاملًا مهمًا في نجاح الفعاليات مثل برنامج خادم الحرمين للابتعاث والذي رفع من كفاءة المواطن وارتقى به، فأصبح السعودي يتحدث بلغات عدة، ومطلع على الثقافات المختلفة، وقدرته على استقبال السائح أو الزائر بطريقة تعكس رقي وثقافة الشعب السعودي الأصيل بكرمه.

أما على مستوى القطاعات الحكومية والخاصة، فقطار رؤية المملكة ٢٠٣٠ سريع للغاية، من يتمسَّك بقضبانه سيصل إلى المستقبل القريب ومن يتأخر أو يتردد فلن يكون له في الغالب مجال، لذا تعمل جهات حكومية وشبه حكومية وخاصة على تطوير كل ما يتعلق بالتشريعات والأنظمة وكذلك البنية التحتية والخدمات اللوجستية وغيرها ولعلنا أصبحنا نشاهد استضافات المملكة لقمم وبرنامج وفعاليات متعددة وفي نواحي مختلفة مثل الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة والعلا، وفي شرق المملكة وشمالها وجنوبها.

إن تنظيم إكسبو ٢٠٣٠ لن يكون صعبًا على المملكة فهي تنظم الحج سنويًا وبحضور ملايين في أيام معدودة، وتنجح بعد توفيق الله ثم بتخطيط ومتابعة القيادة، وهذا ما يجعل مسألة التنظيم مسألة ناجحة، وننتظر فقط الوقت للفوز بالمعرض، والوقت كفيل بأن يجعل المملكة تتفوق في سباق معرض إكسبو وتحصل عليه ليكون جائزة كبرى جراء ما قدَّمته من جهود مذهلة في عدد من القطاعات تحت رؤية المملكة ٢٠٣٠ التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

بقي القول إنَّ ما ينتظر العالم في حال فوز السعودية في إكسبو ٢٠٣٠، فإن الكرم السعودي سيكون جائزتهم الكبرى، ثم سيشاهدون أحدث التطورات في العلوم والتكنولوجيا، والثقافات والتراث المتنوع، ورؤية التقدم في قطاعات الاقتصاد والسياحة والثقافة والبيئة، كذلك سيجد أعضاء الدول المشاركة وعددها ١٧٠ دولة التنوع الغني للمملكة مثل الصحاري والشعب المرجانية والخضرة والمواقع التاريخية، ليعكس ذلك المعرض أن السعودية ليست دولة صغيرة في خارطة هذا العالم بل قارة بتنوعها واختلاف مشاربها.

ثم ماذا؟ في حال فزنا في نهاية ٢٠٢٣م فسيكون علينا الاستعداد على المستويات كافة لعكس خطط القيادة الرشيدة على المنصات كافة، وخصوصًا الإعلامية والتسويقية كي يرى العالم ما هي السعودية، وكيف استطاع إنسان هذا الوطن بقيادة حكومته أن يجعل السعودية العظمى في مقدمة الدول في المجالات والقطاعات كافة.

ـــ

باحث دكتوراه في المحتوى الإعلامي والإدارة الإعلامية- إسبانيا

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa